في جولة على موائد عيد الأضحى المبارك بين بلداننا العربية الإسلامية، نحط ترحالنا في الجزائر، بلد الأطايب والخيرات الطبيعية، والأرض المكتسية بالأشجار والمناطق الخضراء والبساتين تارة والرمال الذهبية لصحرائها الواسعة تارة أخرى، حيث تُغنى بطيبة أهلها المستمدة من طيب المعشر وطيب المأكل والمشرب.

وفي لقاء مع السيدة مدام عكروف، إحدى سيدات العوائل الكبيرة الذي يفتح باب بيتها طوال أيام عيد الأضحى مستقبلة مع عائلتها الكبيرة الزوار من الأهل والجيران والأصحاب المهنئين والمباركين في العيد في مدينة البرج شمال الجزائر، ويطلق على هذه العادة باللهجة المحلية "المغافرة"، وتنقل لـ"أنا زهرة" تفاصيل مائدة العيد على مدى الأيام المباركة. وتقول: " من بعد صلاة العيد، يتم ذبح الأضاحي في كل دار، وكل بحسب مقدرته، لكن لا يبات أحد في البلاد جائع في هذا العيد، ويأكل الجميع اللحم في أول وثاني العيد وبأكلات تقليدية محددة، فمن بعد الذبح يتم طهو أحشاء الخروف على الساعة الثانية عشر ظهراً ويتم تناول الفطور مع خبز الدار، وهو الخبز التقليدي الجزائري، وتطهى تلك الأحشاء من الكبد والكلى والقلب بالقلي او الشي وتقدم مع البطاطا أو الخضار."

وعلى الرغم من بعض الإختلافات البسيطة بين مناطق الجزائر المعروفة بترامي أطرافها الواسعة، فإن المتفق عليه غالباً هو أن يتم الإفطار يوم العيد بطبق الملفوف، وهو من الأطباق البربرية التي يشترك فيها بربر أو القومية الأمازيغية في الجزائر والمغرب، وهو عبارة عن كبد مشوي مقطع مربعات متوسطة الحجم تلف بقطع من الشحم الشفاف، المحيط بالأمعاء، ثم توزع على سلك خاص واحدة تلوى الأخرى ويعاد شويها من جديد، وهذه الأكلة مشهورة بالمناطق الجنوبية من البلاد والتي يتم تقديمها مع الشاي الأخضر بالنعناع.

وتستمر السيدة سهى عكروف، الإبنة، بشرح مكونات المائدة الجزائرية بأيام العيد بالقول: "من الشعائر المحببة أن يصوم من يبغى ذلك تسعة أيام ويفطر باليوم العاشر، وهو أول أيام عيد الأضحى على "طرف كبد مشوي" صباح العيد، وعلى الغداء يتم طهو أجزار الرأس (ويطلق عليه بوز اللوف)، والكوارع والكرشة على الغداء، أما على العشاء في اليوم الأول، يُطهى خليط من قطع صغيرة من الكبدة والرئة والكرشة ويعمل منها مرقة حمراء. وفي وقت متأخر من المساء، تعمل السيدات على تقطيع لحم الخروف وتصنيفه كل بحسب نوع الطبخة التي تناسبه، ويطلق على الخروف المذبوح(الجزرة)، حيث يُصنف الكتف والفخذ والظهر ويحفظ للإستخدام تباعاً.

اليوم الثاني، يجب أن يُطهى في كل بيت الكسكس باللحم على الغداء، والكسكس كما هو معروف هو حبات القمح المجروش، مع الخضار وهبر اللحم، (يطلق عليها باللهجة الجزائرية البشابش)، ويتم وضع هبر كبيرة من اللحم على عدد أفراد العائلة، مع زيادة العدد إثنين أو ثلاثة في حالة قدوم أحد الضيوف على الغداء. ومع ذلك، تُضيف السيدة سهى: "من هنا خرج المثل الذي يقول، عزومة العيد، حيث عادة تكون جميع البيوت عامرة بهذه المائدة، وما معناه أنها دعوة لا معناً لها، ذلك أن البيوت جميعاً لديها نفس الطبق." وفي اليوم الثالث، تطهو البيوت كل حسب ما يرغب.

أما بالنسبة للحلويات والمعجنات، فيتم تحضيرها قبل العيد، مثل حلويات المذبل والمسكر والكعك العادي الذي يكون متوفر في البيت إستقبالاً للضيوف والأهل.

المزيد:

“بازار مصر” في تركيا يحمل عبق التوابل إلى بلاد الأناضول

تعلمي إعداد 10 أطباقTex-Mex شهية وعائلية

موائد رمضان حول العالم