يعد الاكتشاف المبكر لأمراض العيون في مرحلة عمرية صغيرة بمثابة مفتاح العلاج لعيوب الإبصار في المراحل العمرية اللاحقة.

وأوضح البروفيسور يوخائيم إيسر من "الرابطة الألمانية لأطباء العيون" في مدينة دوسلدورف: "نحو 5 % من الأطفال مصابون بكسل العين الذي يصيب عيناً واحدة فقط في معظم الأحيان". وتابع: "يعد هذا الأمر مضللاً للغاية؛ فتقلّ فرص اكتشافه من قبل الآباء، لأنّ الطفل يستطيع رؤية كل شيء حوله على نحو جيد بعينه السليمة، ثمّ يتصرف بشكل طبيعي ولا يُمكن ملاحظة إصابته".

ولعلاج المشاكل البصرية لدى الطفل على نحو فعّال، شددّ طبيب العيون الألماني يورك فالبوسكي من مدينة كييل على أهمية اكتشافها بشكل مبكر، موضحاً: "ترتبط حاسة البصر ارتباطاً وثيقاً بالدماغ، ولا يُمكن تهيئة الدماغ للإبصار بشكل سليم إلا خلال مدة زمنية محددة تراوح من الأعوام الستة الأولى من عمر الطفل حتى عامه السابع". وأردف الطبيب الألماني فالبوسكي أنه إذا لم يستطع الدماغ استقبال صور بصرية واضحة خلال هذه الفترة بسبب إصابة الطفل بأحد أمراض العيون، فلن يتعلّم الرؤية الكاملة بعد ذلك حتى إذا خضع للعلاج لاحقاً، مما يؤدي إلى الإصابة بمشاكل دائمة في القدرة على الإبصار.

الفحص المبكر

ولتجنب ذلك، شدّد الطبيب الألماني إيسر على أهمية الفحص المبكر. وينبغي عرض الطفل في المرحلة العمرية المتراوحة من عامين إلى 4 أعوام على طبيب عيون مختص مرة سنوياً، مطمئناً إلى أنّ العديد من التقنيات المتخصصة في وقتنا الحالي تُزيد فرص اكتشاف الإصابة بأمراض العيون بشكل مبكر.

 لذا، شددّ إيسر على ضرورة أن يصطحب الآباء طفلهم مهما كان صغيراً إلى طبيب عيون إذا لاحظوا أي شيء غريب عليه، موضحاً بقوله: "يُمكن من خلال التقنيات الحديثة المخصصة لكل مرحلة عمرية اكتشاف ضعف القدرة على الإبصار حتى لدى الأطفال الرُضع والصغار للغاية".

وإذا تم اكتشاف المشاكل البصرية لدى الطفل في الوقت المناسب، تتوافر عادة العديد من الإمكانات العلاجية الجيدة. وإذا تم التحقق مثلاً من إصابة الطفل بالحول الذي يُعدّ أكثر المشاكل البصرية الشائعة لدى الأطفال، فإنّ الأطباء يختارون غالباً السبل العلاجية البسيطة والفعّالة في الوقت ذاته.

المزيد:

  الأعواد القطنية تؤذي أذن الطفل؟ لا تجبري طفلك الأعسر على استعمال يده اليمنى! كيف تكتشفين إصابة طفلك بالإمساك؟