الدجاج بالكاري، الهامبرجر، الستيك بالمشروم والصوص البيضاء، كل هذه الأكلات الطيبة كانت أطباقا مفضلة لدى ساندرا ومايكل ميناري، الزوجان البريطانيان اللذان قررا التخلي عن اللحوم والالتزام بالأطباق التي تعتمد الخضروات في نظامهما العذائي. لقد عاشا معا سبع أعوام يطبخان كل ليلة أكلا دسما من اللحوم التي لم يكونا حتى يفكران في نوعيتها وكمية الدهون فيها، أو في أسوأ الأحوال يطلبان الهامبرجر أو البيتزا بالدجاج أو البيبروني. تقول ساندرا لصحيفة ميرور البريطانية، الأسبوع الماضي "لقد ازداد وزني أنا وزوجي معا، وأصبحنا نلاحظ ذلك في كل شيء، قياس بنطلونات الجينز، حركتنا وحتى علاقتنا الحميمة التي صرنا نتعب منها بسرعة، وفجأة صرنا نسأل أنفسنا يإلهي كيف حدث هذا لنا؟". حاول الزوجان في البداية اتباع حميات وتمارين مختلفة، ولكنهما اكتشفا أن ذلك يستحيل أن يكون منتظما بسبب ساعات العمل الطويلة التي يقضيانها خارج المنزل، يعودان للمنزل جائعين متعبين فيستسلمان لأكبر وجبة برجر أو لحوم أمام التلفزيون. وأصبح العثور على ملابس جديدة وفساتين أنيقة مشكلة كبرى، مما أثر على حياتهما الاجتماعية وغير عادات التسوق فأصبحا يبحثان لساعات طويلة في مواقع تبيع القياسات الكبيرة على الإنترنت. لقد أصبحت الحياة أصعب، والتفكير في السفر من أجل قضاء عطلة رومانسية معا بدا أمرا مفزعا، حين يفكران بحجم مقاعد الطائرة وكيف سيحشران فيها لساعات. عن ذلك يقول مايكل (39 عاما) "في إحدى المرات حاولنا السفر إلى باريس وفي الطائرة لم أستطع أنا ولا ساندرا فتح طاولة الطعام أمامنا فقد كان بطني وبطنها يحتلان المساحة كاملة وكان الأمر محرجا جدا". ورغم سلسلة الصعوبات والإحراجات لم يأخذ الزوجان الأمر بجدية حتى شخص الأطباء لدى مايكل القرحة والكولسترول لدى ساندرا. إذن الأمر لم يعد مجرد قياسات ملابس بل تحول إلى مشكلة صحية. وهنا بدأ الاثنان في التفكير جديا بالتخلي عن اللحوم لمدة، في البداية كان الأمر صعبا، تقول ساندرا "بدأنا في التخفيف شيئا فشسئا وتمرير طبق واحد من اللحوم المشوية وبكميات صغيرة كل أسبوع، واعتمدنا على تناول الحبوب الكاملة بدلا من وجبات اللحوم ولكن حرصنا أيضا على تناولها بكمية معتدلة وجعل الحصة الأكبر من طعامنا للخضروات المطبوخة والسلطة. " أجبر الزوجان نفسيهما على المشي كل ليلة قبل النوم لمدة نصف ساعة، وإن لم يريدا الخروج كانا يرقصان معا في المنزل رقصا سريعا لمدة ربع ساعة يستريحان ثم يعاودان الكرّة. ولتعويض البروتين الحيواني استعاض الزوجان بالبروتين النباتي، وكلما شعرا بالجوع تناولا كمية كبيرة من الخضروات مثل الخس والخيار والجزر. ولكنهما كانا يتناولان نوعا واحدا كل يوم بحسب نصيحة خبير التغذية . ومنذ شهر فبراير (شباط) العام الماضي وحتى حلول الصيف خسر مايكل 44 كيلو بينما خسرت ساندرا 38 كيلو. وعن ذلك يقول مايكل "هناك شعور مريح لا يصدق، كل شيء تغير وكأننا عدنا إلى منتصف العشرين. المشي أصبح أسهل والحركة أيضا، وحتى الطعام صار مريح أكثر، وقلّت حرقة المعدة ونزل الكولسترول لدى ساندرا. وهي أصبحت أجمل وأكثر أناقة". وبالنظر إلى صورهما في الشتاء الماضي فقط لا يصدق الاثنان كيف كانا وكيف أصبحا الآن.