يظن البعض أن الممارسة الجنسية كشاف حقيقي لشخصية الإنسان, وربما يكون هناك الكثير من الجدل حول حقيقة هذه المقولة. فالإنسان في الحياة العامة سيكون مختلفا تماما من دون أي شك عنه في علاقة حميمة تجمعه بأقرب الناس إليه. فشريك الحياة هو من يرانا في أسوأ وأفضل حالاتنا وأكثرها صراحة وصدقا، هو الذي يرى الآخر عاريا حزينا غاضبا أو حتى كئيبا. والعلاقة الجنسية بين الزوجين هي بيت الرغبات، هنا يمكنها أن تتصرف بحرية وتتجول في أجسادنا وتعبر عن نفسها. فتخيلي أن تكوني في بيتك ولست على راحتك! ولكن للأسف كثير من النساء والرجال يحمّلون حرية التعبير عن الرغبات في السرير أكثر مما تحتمل، وأكاد أجزم أنه لو أجريت دراسة مسحية بين الأزواج في مجتمعاتنا فإننا سنكشف الكثير من المخاوف لدى الطرفين من التعبير عن مايجول في خاطريهما. وبالطبع يمكن تفهم جزء كبير من هذا الخوف، الذي يعود إلى الثقافة المجتمعية والاعتقادات السائدة حول الثقافة الجنسية أيضا، والصورة النمطية التي تعيش في أذهاننا جميعا عن الحياة الجنسية. فإذا وضعت قائمة للمحظورات في ممارستك الجنسية مع زوجك، ستجدين أن معظمها من صنيعك، وتعود لمخاوف تعيشينها من أن يكوّن شريك حياتك عنك فكرة أو انطباعا تخشين منه، وفي الحقيقة إن المخاوف كلها من مرحلة مابعد الممارسة وليس أثنائها، مثل: ياترى ماذ يعتقد الآن؟ كيف يفكر بي؟ لا بد أنه يعتقد أنني كذا أو كذا ! أو كيف فعلت ذلك ماذا سيظن الآن؟ الخوف من التعبير في السرير يمكن حله بالتروي وعلى مراحل هامة جدا: الأولى: فهم رغباتك. هل هي رغبات عادية أم غير عادية؟ هل تعتبرينها مخجلة ولماذا؟ هل تخشين أن يكون زوجك فكرة سلبية عنك إن عبرت عن نفسك؟ أم أنك لاتعرفين أصلا ماهي رغباتك؟ ما تحبين وما لا تحبين في الممارسة الجنسية؟ الثانية: فهم الآخر. كيف يفكر بك وكيف يفكر في السرير. ماذا يحب وماذا يكره هو أيضا. فقد تكونا تحبان الشيء نفسه وأنتما غير منتبهين! الثالثة: التفكير بمنطق، فلا يمكن أن يفكر زوجك بك تفكيرا سيئا لأنه يعيش معك ويحبك ويأتمنك على حياته وجسده وبيته. فكيف إذن يستطيع أن يأتمن من لا يحترم أو يثق؟ الرابعة: تأكدي أن العلاقة الجنسية تكبر وتنمو مع الوقت، وتتغير وتكتسب أبعادا جديدة مع طول العشرة، ومعرفة الآخر وفهم الشريك واكتساب العلاقة لعفويتها واندفاعها شيئا فشيئا، وزوال الحواجز من خلال الكلام مع الآخر. وأخيرا فإن استمرار الخوف من نفسك ورغباتك في العلاقة الجنسية يقود إلى الإحباط العاطفي مع الوقت، وهو أمر لا يربطه معظمنا بالعلاقة الجنسية بل يعتقد أنه مرتبط بأي شيء آخر حتما. والإحباط العاطفي يؤثر بشكل سلبي على أدائك كزوجة وحبيبة وأم أيضا، أي أنه يمس حياتك الأسرية بشكل مباشر.