أحيانا لا يمكنك تفسير سبب الآلام التي تشعرين بها، أو حتى أمور تقلقك مثل تساقط الشعر أو شحوب البشرة أو الصداع المستمر أو آلام الظهر. تشير الدراسات إلى أن سبعة نساء من عشرة يعتقدن أنهن يعانين من تساقط الشعر، لذلك يصيبهن القلق وربما الفزع من خسارة الشعر والظهور بمظهر غير مناسب أو خسارة جزء مهم من جمالها. وكذلك الأمر بالنسبة للرجال المصابين بآلام الظهر، والذين يتوقفون عن الحركة خوفا من زيادة الألم أو الإصابة بالدسك. وهذ الاعتقاد يؤدي بدوره إلى وقوع هؤلاء المرضى في حلقة مفرغة ، حيث يتسبب تصورهم الخاطيء هذا في تضخيم حجم الآلام البسيطة التي يعانون منها فيقررون بناء على ذلك التركيز على الشعر أو الظهر الأمر الذي يترتب عليه شعورهم بمزيد من القلق والتساقط والتي تتحول حينئذ إلى آلام مزمنة. وتشير الأبحاث إلى أن معايشة المريض للآلام التي تنتابه ترتبط ارتباطا وثيقا بسلوكه. ومن خلال طرح بعض الأسئلة البسيطة ، مثل «إلى أي درجة ينتبه المريض إلى أعراض المرض؟ وكيف يتعامل معها؟ هل يدركها جيدا؟ هل يبالغ أحيانا في تقديره لحجم بعض الأعراض؟» يمكنه تحديد كيفية تعاملنا مع أفكرانا والآلام والتي تؤثر بدرجة كبيرة على شدة هذه الآلام. ومؤخرا بينت الدراسات النفسية حقيقة ليس هناك ألم بدون أسباب نفسية. لذا يعتبر كثير من الأطباء أن هذه الآلام تعبيرا عن الإصابة باكتئاب. والعكس صحيح بالنسبة للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة ، فهم يشعرون بالألم العضوي أولا ، ثم ينشأ بعد ذلك الألم النفسي ، حيث تسيطر عليهم حالة من الحزن ويميلون إلى الانطواء والعزلة. ومن أفضل الطرق التي تساعد من التخفيف من هذه الآلام التفكير جيدا في المواقف التي نشعر فيها بآلام غامضة، ونبحث عن أسباب التوتر التي تقود إلى ذلك. وكذلك من المفيد التفكير في أسباب الحزن في حياتنا وحلول لما يمكن إنقاذه من مشاعرنا للنجاة بأجسادنا من التردي في الألم. بالإضافة إلى الاندماج في نشاطات تصرف الانتباه في الذات وتزيد من الانتباه على الآخرين. والبحث عن الأمور التي تجعلنا نشعر بالبهجة والسعادة وتجنب الأمور التي تقلقنا وتخيفنا وتزيد متاعبنا.