تتميز كوستاريكا من بين المقاصد السياحية العالمية بتباين المشاهد التي تترك أثراً في نفوس الزائرين، حيث تتفاوت هذه المشاهد ما بين مناظر طبيعية خلابة إلى براكين مخيفة وغابات مطيرة بالإضافة إلى وجود العديد من الحيوانات البرية، وتتسم الطبيعة الخلابة لكوستاريكا بتنوع فريد في مظاهرها وكذا تباين مناطقها المناخية.

ويتضح ذلك بشكل ملحوظ أثناء رحلة النزول إلى الوادي في جولة حول جبل إيرازو البركاني الذي يبلغ ارتفاعه 3432 متراً؛ حيث يتلبد الجو بالضباب وتهطل الأمطار وتحل البرودة، ويتعذر في هذا الجو رؤية فوهة البركان الخضراء كما يتعذر رؤية جانبي الساحل. وبعد ذلك تسطع الشمس وتنقشع السحب لتكتحل العيون برؤية المراعي الخضراء تملؤها الأبقار وهي ترعى فيها بالإضافة إلى حقول الخضروات وأشجار السرخس وأشجار الأناناس.

بركان أرينال يخرج عن صمته

ويزداد المنظر تأثيراً في الزائر مع اقترابه من بركان أرينال في إقليم الأخولا شمالي البلاد والذي يبلغ ارتفاعه 1633 متراً، ويعتبر بركان أرينال من بين البراكين الصغيرة إلا أنه يُعد في الوقت نفسه واحداً من أكثر البراكين الموجودة على الكرة الأرضية نشاطاً، على الرغم من أنه ظل هادئاً على مدار 400 عام حتى كان العام الماضي عندما خرج أرينال عن صمته الطويل ودفع بحممه فاضطرت سلطات البلاد إلى إخلاء المنتزه الوطني.

وتنبئ الصخور السوداء الكبيرة الموجودة وسط الغابة الخضراء عن مدى قوة بركان أرينال، كما تُعد بحيرة أرينال التي تصل مساحتها إلى 80 كيلومتر مربعاً أكبر بحيرات كوستاريكا، وتثير البحيرة إعجاب زائريها بمنظرها الرائع حيث ترفرف فوقها الطيور المائية مثل البلشون المزركش والمخطط بالإضافة إلى طيور محلية مثل طيور الرفراف الأخضر وطيور جاكانا ذات الجبهة الصفراء.

وفي الغابة المطيرة المجاورة لهذه البحيرة، تقع عين الزائرين على القرود وقد احتلت رؤوس الأشجار ويمتد الطريق المستدير بطول ثلاثة كلم لينتهي بمنظر جدير بالمشاهدة؛ حيث يظهر بركان أرينال في مظهر مهيب ويشق جدار الصمت صياح عال لببغاوات مختلفة تحوم فوق أسطح السيارات والحافلات الرابضة في المنطقة.

ويمكن للسائح بعد هذه التجولات أن ينشد الاستجمام على شاطئ منتجع بلايا سامارا الواقع على الساحل الغربي لشبه جزيرة نيكويا، حيث النخيل الباسق والرمال الناعمة. وتجذب مياه المحيط الهادئ النقية المزيد من السائحين إلى هذا الخليج حيث يمكنهم الاستمتاع بأشعة الشمس الساطعة وفي المساء ينتظر الزائرين حدث فريد من نوعه، إذ تخرج سلاحف المياه الصغيرة إلى الساحل لوضع بيضها في الرمال.

متعة تأمل الغابة الضبابية

ولا يفوت السائح وهو في كوستاريكا زيارة مدينة مونتيفردي الواقعة شمال غرب البلاد، ليس فقط لمشاهدة روعة منظر الجبل الذي يحمل نفس اسم المدينة، لكن ليطالع أيضاً هناك الغابة الضبابية أو السحابية والتي تقع على ارتفاع يصل إلى نحو 1600 متراً.

وفي المنتزه الوطني المجاور للغابة يمكن للسياح مشاهدة التنوع الذي يتمتع به هذا المنتزه ونباتاته وأشجاره الكثيفة التي تشبه تلك التي في الأدغال، حيث يمكنك أن ترى أشجار السرخس الضخمة ونباتات الليانا المعترشات وأشجار التين الخانق، وتستكشف الأشجار الكبيرة ذات الطحالب.

وإذا حالف زائري المكان الحظ فستقع عيونهم على طيور وفراشات وضفادع، ومن لا يحالفه الحظ في متابعة الحيوانات البرية وهي تمرح في الهواء الطلق فعليه أن يتوجه إلى مخرج مدينة مونتيفردي ليطالع بيوت الضفادع والفراشات.

كما ينبغي على زائر كوستاريكا التوجه إلى منتزه تورتوجويرو الوطني الذي يتميز بقنواته ومناظره الطبيعية على البحر الكاريبي، حيث يمكن للسياح أن يجوبوا هذه القنوات باستخدام قوارب حتى يتمكنوا من مشاهدة النخيل والأشجار ذات الجذور الطوالة وأشجار السراخس بالإضافة إلى الببغاوات والقرود وتماسيح الكايمنات عن قرب، بالإضافة إلى التماسيح الأمريكية أو البحث عن الضفدع الملون السام حيث تصعب على العين إدراك وجود هذا الحيوان الخطير ذي اللون الأحمر والأزرق إذ لا يتعدى حجمه خمسة سنتيمترات غير أنه لا ينبغي على أحد الاقتراب من هذا الحيوان الذي يبدو لطيف المظهر؛ إذ أن جلده يفرز سماً زعافاً.

الشعاب المرجانية تتلألأ على الشاطئ

وبالنسبة لعشاق الطبيعة يمكنهم زيارة منتزه كاوهيتا ومنتزه جاندوكا مانزانيلو، لمشاهدة سحالي الإغوانة الخضراء والقرود وحيوانات الراكون، كما يستمتع زوار هذين المنتزهين بمشاهدة الشعاب المرجانية وهي تتلألأ على الشاطئ ومشاهدة النخيل والأشجار فضلاً عن نسيم البحر الذي يضفي على الجو مسحة من البرودة اللطيفة.