بالبحث في تاريخ صناعة الهامبرغر في العالم، وجد أن المصريين القدماء كانوا يتناولون اللحم المفروم بشكل أقراص، وقد تم تناول اللحم بهذه الطريقة في عدة أماكن من العالم مع إختلاف تسميته. وهنا سنتوقف على محطات تاريخية لهذه الوجبة التي لا يخلو منها أي بلد في عالمنا العصري الآن.
العام 1209: مع غزوات الإمبراطور المغولي جنكيز خان، والذي غزى جيشه وفرسانه المعروفون "بالقبيلة الذهبية" ثلثي العالم أنذاك. وبسبب سرعة تحركات الجيش لخوض المعارك الجديدة، كانت لديهم فرص قليلة لإشعال النار وطهي وجباتهم، حيث يبقون أحياناً أياماً وهم مترجلين على خيلهم. حتى أن القرية بكاملها تلحق بالجيش على عربات ضخمة وفوقها خيام كانت تسمى "يارت"مع قطعان من الغنم والبقر والماعز والخيول. وكان الجيش بحاجة لوجباته الغذائية التي بإمكان جنوده تناولها بسهولة بيد واحدة أثناء ركوب الخيل، وكان اللحم المفروم هوالخيار الأمثل لذلك، وبذلك كانوا يصنعون الأقراص المسطحة من لحم الظأن والبقر، فكانوا يقومون بتطرية وفرم اللحم بوضعه تحت سروج خيولهم أثناء سير الجيوش وحتى أثناء خوض المعارك!
وعندما غزا جنكيز خان موسكوعام 1215، جلب معه هذا الشكل من اللحم إلمفروم إلى المدينة، وأعتمد الروس هذا اللحم المفروم في المطبخ الخاص بهم وأسموه " "Steak Tartareأي ستيك التتار أو المغول، ومع مرور السنين عمل الروس على تطوير الطبق بإضافة البصل المفروم والبيض النيئ.
القرن 15-16
مع بداية القرن الخامس عشر، أنتشرت وصفة اللحم المفروم في أوربا، وقد أستخدم لحشو السجق في أنحاء مختلفة من أوربا. وفي القرن 17، بدأت ألمانيا إستيراد الستيك الروسي، والذي بقي أسمه "ستيك التتار" ليكون وجبة معروفة للألمان.
القرن 18- 19
في نهاية القرن التاسع عشر، كانت الموانئ الألمانية هي الأكبر في أوربا. فالبحارة الذين كانوا يزورون ميناء هامبورغ الألماني ونيويورك، كانوا يجلبون معهم هذا النوع من الطعام والذي صار أسمه للعامة "هامبورغ ستيك". ولجذب البحارة الألمان لتناول الطعام وقوفاً في مدينة نيويورك، كان يقدم لهم "ستيك محضر على طريقة هامبورغ".
في عام 1802، عرف قاموس أوكسفورد هامبورغ ستيك بأنه لحم البقر المملح، وكان شبيهاً للهامبرغر الذي نعرفه اليوم. وكان شريحة مسطحة من اللحم المفروم المملح، وعادة يكون مدخناً قليلاً، ومخلوط مع البصل وبقصمات الخبز. وكان التركيز في صناعته على تحمل الخزن أكثر من الطعم.
وجلب المهاجرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية من بلادهم الناطقة باللغة الألمانية، وكان من ضمن الأطعمة المفضلة لديهم هو الهامبورغ ستيك بالطبع، وقد عمل الألمان على تتبيل اللحم المفروم ذو الجودة القليلة بالتوابل الموسمية، وكان النوعين المطهو والنيء منه طعاماً للطبقات الفقيرة من الناس.
ومن الجدير بالذكر أن إختراع ماكنة فرم اللحم في العام 1800 قد أتى متزامناً مع صناعة الهامبرغر.
المزيد:
“بازار مصر” في تركيا يحمل عبق التوابل إلى بلاد الأناضول