قبل سنوات، كانت "فضيحة" الكلمة الأكثر بحثاً في محرك البحث غوغل. فشغف الناس بمعرفة دهاليز عالم المشاهير لا حدود له في حين كانت بعض الصحف تتحاشى إقتحام حياتهم أو الكتابة عنهم كي لا تضع نفسها في مسؤولية قانونية أو خوفاً من خسارة قرائها من جمهورهم. وبرزت صحف بسبب جرأتها في الطرح. كانت لا تهتم بالأسماء بقدر اهتمامها بالمحتوى، فكانت أشبه بمحكمة المشاهير، مما وضعها في القمة. كانت حياة المشاهير أشبه بمغارة علي بابا تحتوي على الكثير من الكنوز التي تشكّل مادة دسمة للصحافة. لكنّ أحداً من الإعلام لم يجد مفتاح هذه المغارة، فمن يأتي بخبر عن حياتهم الخاصة يكون من أنشط الصحافيين. أما الآن، فقد كثرت مفاتيح هذه المغارة بفضل مواقع التواصل، حتى أنّ بعض النجوم فتح الأبواب على مصراعيها، فهم الذين باتوا يقحمون "الفانز" في أدق تفاصيل حياتهم بعدما كانوا بالأمس يرفعون دعاوى قضائية على بعض الصحف والمجلات! لكنّني مؤمن بأنّ عقولهم ما زالت بالرجعية نفسها. تجد الفنان الفلاني مثلاً ينشر كل شيء عن حياته وربما يخرج فيديوهات يدلي فيها باعترافات خاصة جداً مع بعض التراجيديا، وعندما تكتب الصحافة عن هذا الحدث، يخرج ويتباكى على القنوات أو مواقع التواصل ويقول: "لماذا هناك صحف تقحم أنفها في ما لا يعنيها؟ إنّهم يبحثون عن الشهرة على حساب اسمي". كأنّ هذا الصحافي أحضر الخبر من مصادره، لا مما وفّره له حساب الفنان على مواقع التواصل. هذا ما أسمّيه بالدلع "البروباغندي" حين يوهم الفنان "الفانز" بأنّه غير راض عما طرح لكي يشنّوا الهجوم ويكثر الكلام ويستمر الحديث عما كتب لأطول وقت ممكن. ليت البعض من المشاهير يعي أنّ حياته الخاصة هي ملكه، ولسنا مجبرين على تحمّل همومه، فالجميع يحملون هموماً لو وزِّعت على أهل الأرض لأكفتهم. لم نتابعكم ونهتم بكم كي تزيدوا الهمّ علينا. نحن نريد فنّكم، وما تبقّى من حياتكم هو ملككم أنتم فقط، فلا يجتمع نفاق وصدق في قلب بشر!