تلقى فائد حسن مكالمة "أنا زهرة" بلهفة، كيف لا؟ إنها لهفة الأب الذي تقطعت به كل سبل التواصل مع عائلته، وتراكمت السنوات مثل أوراق الخريف بينه وبين طفليه: علي وفرح. كان يتحدث معنا كأنه يتحدث للأمل، وكنا نتلقى كلماته ونرجو أن نكون وسيلة تلمّ الشمل وتريح الفؤاد. سنوات طويلة مرت، منذ العام 1989، وها هي الرسالة تصلنا الآن في 2013، لعل الجروج تكون برأت والأحزان طويت بعد أربعة وعشرين عاما، لعل أولئك الباحثين عن صفحة جديدة بيضاء يجدون ضالتهم ويلتقون أحبتهم. وهذه هي حكاية فائد حسن المواطن العراقي البريطاني الذي أرسل لـ"أنا زهرة" رسالة الأسبوع الماضي، يطلب فيها أن نساعده في العثور على طفليه الذين فقد وسائل الاتصال بهما سنة 1989. كان فائد متزوجا من الشابة العراقية نضال عبيد، لم تشأ الظروف أن تكتمل حياتهما الزوجية وانفصلا سنة 1988. كانت طليقته تقيم في العراق مع ولدهما علي ست سنوات في ذلك الحين (ثلاثين عاما حاليا)، وطفلتهما فرح وكان عمرها سنتين آنذاك (ستة وعشرين عاما حاليا). ويقول فائد "في ذلك العام عملت الزوجة في شركة هندية، ثم غادرت العراق مصطحبة الطفلين من دون علمي". وكأي أب في هذه الحالة طرق فائد باب ذويها الذين أنكروا أي معرفة بمكانها، بحسب فائد، ولم يساعدوه في الاتصال بها أو معرفة عنوانها ليتواصل مع الأولاد. لجأ فائد إلى القانون، إلى الصليب الأحمر، وإلى محامين في كل مكان وصل إلى علمه أنها صارت إليه، آخر الأخبار وصلته أنها مع الأولاد في دولة الإمارات، وحاول أن يحدد أين وكيف، وأن يصل إليها واستعان أيضا بمحامين، ولكن دون جدوى. اللجوء إلى الإعلان هنا هو وسيلة جديدة يلجأ فايد إليها، بالتأكيد هو لن يكل ولن يمل، ولكنه يأمل أن يعرف أحد شيئا عن علي وفرح وأن يساعده في التواصل معهما، أو ربما تشاء الصدف أن يقرأ علي أو فرح هذا الخبر ويتواصلا مع والدهما. يقول فائد " ليس لدي أي مشاعر عدوانية تجاه والدتهما، ولا أنوي فرض نفسي على حياتيهما، أريد أن يعرف علي وفرح بوجودي وأنني حاولت ومازلت أحاول أن أجد سبيلا لمعرفة مكانهما". ويضيف "لابني وابنتي حرية الاختيار، يمكنهما أن يقولا لي اتركنا نعيش حياتنا كما هي وكما اعتدنا عليها، أوربما يسمحان لي أن أكون موجودا في حياتيهما ويطلبان زيارتي حيث أقيم في لندن، القرار يعود إليهما فقط". فائد المتقاعد حاليا من وظيفته والذي يدير أيضا شركة صغيرة في العاصمة البريطانية كان قد هاجر من العراق سنة 1994 وتزوج، وهو يحمل الجنسيتين الآن العراقية والبريطانية، ولديه ابنة من زوجته الحالية وقد التحقت مؤخرا بالجامعة، وتتمنى هي الأخرى أن تلتقي بأخيها وأختها يوما ما. يقول فائد "أريد حين أسأل أمام الله أن أقول أنني حاولت العثور عليهما، أنا لم أهرب من مسؤوليتي نحوهما، ولم أتخل عن طفلي وطفلتي أبدا، وأريدهما أن يعرفا ذلك ويتأكدا من حبي لهما". يتوجه فائد لطفليه من هنا، ويتمنى على كل من يعرف طريقا إليهما أو أي معلومة قد تريح فؤاد أب ملهوف على فلذتي كبده، أن يتواصل معه على بريده faeeda414@gmail.com أو على رقم هاتفه : 00447804236280 أو 00442088644087 فإن كنت تعرف أو تعرفين شيئا عن علي وفرح فائد حسن، أو ربما تكون أنت علي أو أنت هي فرح، فنرجو أن نكون سببا في رد لهفة أب ولم شمل عائلة.