أصبحت برامج الهواة هي "الكارت" الرابح للكثير من القنوات العربية. وأنتَ تشاهد كل هذا البذخ في الانتاج، تتساءل: هل فعلاً يتعلّق الأمر بدعم المسيرة الفنية أم باستنزاف جيوب البسطاء عبر التصويت؟ قد يقول قائل بأنّكم تطالبون القائمين على القنوات بدعم الحركة الفنية ثم تتساءلون عن خليفات هذا الأمر وترسمون علامات استفهام حول نوايا القنوات الحقيقية، خصوصاً المالية منها. لست في صدد طرح هذه النقطة، فكلّ شخص عقله في رأسه ونقوده في جيبه ويعلم كيف يتصرّف. لكن ما يحز في النفس هو محاولة عزل أو تهميش الفنان السعودي أو إقصائه عن البرامج الغنائية التي يضج بها فضاؤنا الإعلامي. هل هو بسبب ضعف في أدواته الموسيقية ونحن نعلم أنّ السعوديين هم الذين صنعوا الأغنية الخليجية، فأشهر الشعراء والملحنين والمطربين هم سعوديون؟ لن أقول أين "فنان العرب" محمد عبده لأنّ للعمر أحكامه، لكن أين "أخطبوط العود" الفنان عبادي الجوهر الذي رسم خطاً ونهجاً جديدين في عالم العود؟ أين "سندباد الأغنية العربية" راشد الماجد الذي جعل من الجلسات سوقاً مربحةً في عالم الأغنية؟ أين عبد المجيد عبد الله صاحب الصوت الساحر؟ أين الفنان رابح صقر الذي ابتدع نهجاً جديداً في عالم الغناء؟ أين سهم وناصر الصالح والقائمة تطول من الذين يتهافت عليهم فنانّو العرب لأخذ ألحانهم؟ لنفترض أنّه لا يوجد مطرب سعودي ذو كاريزما ليكون عضواً في لجنة تحكيم في البرامج الغنائية. لكن أين هؤلاء من الغناء في البرامج؟ قبل أيام، انطلق برنامج THE WINNER is الذي ضم أكثر من 100 فنان لا يوجد بينهم فنان سعودي واحد كأننا دخلاء على الفن أو أنّ الأغنية السعودية لم تغنَّ يوماً في القارة العجوز. هل هناك من يستقصدنا أم أنّ القائمين على هذه البرامج يعتقدون أنّ مطربينا أصبحوا من الماضي؟ أسئلة كثيرة تدور في رأسي؟ مَن المستفيد من هذا التهميش؟ لماذا يغيّبون مطربينا؟ هل هناك محاولة لنسف الأغنية السعودية؟ وهل سنشاهد قريباً محاولة لإقصاء مشتركين سعوديين؟ ستبقى الأغنية السعودية شامخةً ولو لم تشارك في هذه البرامج، فمن أسّسوا هذه الأغنية أمثال الراحل "صوت الأرض" طلال مداح، والموسيقار طارق عبد الحكيم، والملحن صالح الشهري، و"فنان العرب" محمد عبده لا يمكن محوهم بعدما وضعوا الركائز... ونجومنا يسيرون على نهجهم.