لستُ من الكتّاب الذين تستهويهم حياة المشاهير الخاصة. فأنا مؤمن بأنّ المشهور هو مَن يفصل حياته الخاصة عن تلك العامة، فإن أخرجها وتداولها الناس ورأيت أنّ الموضوع يحتاج إلى تفنيد، أقحمتُ قلمي. أطلّت شجون الهاجري على الجميع بثلاثة مقاطع على موقع انستغرام. كانت تبكي وتتمتم كلمات لم أفهمها. أعدت المقاطع أكثر من مرة كي أحاول ربط هذه الكلمات، ففهمت أنّها تقول بأنّ من تعيش معهم ليسوا عائلتها بل هم أهلها بالتبني. وكانت شوجي تعرف ذلك منذ أن كانت في الـ 13 من عمرها، لكنّها أرادت أن توهم جمهورها بأنّهم أهلها الحقيقيون. أنا لم يقنعني السيناريو ولا الحوار. أقنعني الأداء. لقد أثبتت شجون الهاجري فعلاً أنّها بارعة جداً في التمثيل، وهذا سبب تهافت المنتجين عليها. لو فرضنا جدلاً أنّ ضمير شجون صحا اليوم وأرادت أن تعترف، فلماذا تتوجّه إلى الجمهور في ذلك؟ هل تريد كسب عطف الناس؟ هل تريد أن تضع لها خط رجعة عندما تخفق مستقبلاً بأن يطلق عليها كلمة "مسكينة" ويتداول الجمهور كلمة "لو تعرف وضعها الاجتماعي ما انتقدتها"؟ أنا لا أتحدث عن الحالة التي عاشتها. أنا أتحدث عن خلفيات التصريح الآن. بعدما نضجت فكرياً، اعترفت للجمهور. ألم تسأل نفسها سؤالاً عن نظرة الناس إليها حين حاولت التنكّر لمن ربّاها؟ ومن يبيع الذي سهر الليالي على تربيته وإفناء عمره في متابعته، يستطيع أن يبيع جمهوره. شجون الهاجري. أداؤك كان رائعاً جداً في الفيديو ولكن الحبكة والسيناريو لم يقنعاني، لا تدندني على المشاعر، فالعقول أصبحت تفكّر!