حسّاسة ومرهفة. ملامحها الطفولية تنعكس على قلبها وتعاملها البريء مع الناس. اقتحمت عالم الفن في سنّ مبكرة، وورثت عن والدها علوم التمثيل وتقنياته لتفرض نفسها بين أبرز وجوه الدراما السورية. انتزعت إعجاب الجمهور بشخصية مبتكرة في مسلسل "سكر وسط" الذي عرض في رمضان الماضي، وتوشك حالياً على الانتهاء من تصوير مشاهدها في فيلم "غرفة افتراضية على السطح". "أنا زهرة" التقت ندين تحسين بيك، فكان هذا الحوار: تتحدّرين من أب سوري وأم جورجية، بمن تأثرتِ أكثر؟ أنا فتاة شرقية في كل تفاصيل حياتي، ووالدتي شرقية أكثر منّي لأنها عاشت في بيئة شرقية جداً. لذلك لم أتأثر إلا ببيئتي الطبيعية كأي سوري يعيش على هذه الأرض. كيف تصفين حياتك بعد الزواج؟ حياتي تغيّرت إلى الأفضل بكل تأكيد. أصبحتُ أكثر نضوجاً ووعياً بوجود زوج داعم ومتزن وهادئ. ربما جاء هذا النضوج نتيجة الزواج من ناحية، وتأثراً بالأزمة السورية من ناحية أخرى، لكنه انعكس إيجاباً على عملي وحياتي اليومية. لا أخفي أنّ الزواج هو أكثر شيء إيجابي في حياتي لأسباب كثيرة أبرزها أنّ زوجي شخص حقيقي، ووجوده في هذا الوقت بالتحديد إلى جانبي جعلني أقوى. ربما لو عشت هذه الأيام من دونه لكانت أقسى بكثير. هل تفكّرين في الإنجاب؟ يرتبط الإنجاب ارتباطاً مباشراً بالاستقرار. وبما أنّ الوضع الحالي غير مستقر، فإنني أفضّل الانتظار. ما هو صدى شخصية "جمانة" في "سكر وسط"؟ ولماذا اكتفيتِ بعمل واحد؟ حصدت هذه الشخصية صدى ممتازاً أكثر مما توقعت. اكتفيت بعمل واحد لأنّ التنسيق كان صعباً وكان سيجرّ مشكلة بين الطرفين لو أنّي وقّعت مع طرف آخر من دون دراسة، خصوصاً أنّ أصول وآداب عملنا يقتضيان عدم تعريض القائمين على العمل لظروف قد تؤثر في مسار التصوير. دخولك الوسط الفني في سنّ مبكرة، كان ذا أثر إيجابي أم سلبي في مستقبلك الفني؟ لو أنّي لم أبدأ في سنّ مبكرة لما أصريت لاحقاً على أن أكون ممثلة. فقد عشت سحر الحالة التي يشعر فيها أي طفل وهي أضعاف مضاعفة مما يشعر بها الإنسان الناضج. صحيح أنّي كنت ألحّ على والدي للمشاركة في أي عمل قبل مشاركتي في مسلسل "أيام شامية"، لكن بعد وقفتي أمام الكاميرا للمرة الأولى في لحظة ما، تأكّدت من صدق طموحي لأكون ممثلة وأصبح هدفاً لي. ما هو العمل الذي تشعرين بأنّه أبرز موهبتك وقدّمك للناس بالشكل الأمثل؟ هناك الكثير من الأدوار التي تعني لي، إلا أنّ دوري "جمانة" في "سكر وسط" و"روضة" في "زمن العار" كانا الأكثر تأثيراً لأنّهما أثبتا للناس أنّي لست محصورة بالأدوار البريئة والإيجابية فقط، فأنا ممثلة، ومن واجبي تأدية أي دور وأقنع به جمهوري. كيف استقبلتِ الأزمة التي تمر بها سوريا، وكيف تتعاملين معها في حياتك اليومية؟ لا مهرب من الحديث عن الأزمة السورية لأنّها طالت كلّ السوريين. ولا شك في أنّ الوضع الصعب غيّر الكثير من تفاصيل حياتنا اليومية حتى وصل إلى أحلامنا. من الصعب أن أعترف بقدرتي على التعامل مع الأزمة، لكني ككلّ السوريين أحاول المقاومة بإيماني بربّي وتفاؤلي الدائم بالخير. كثيرون رحلوا عنا فتألمنا وما زلنا نتألم، ولكن إيماننا بالله عز وجل وعشقنا لأرضنا الطاهرة هما دليلنا إلى الصبر. هل تؤيدين إقحام الفنانين في السياسة؟ للسياسة أهل وللوطن أهل، فلنترك السياسة لأهل السياسة، أما الوطن فهو من حق الجميع. كيف ترين حلّ الأزمة السورية من وجهة نظر مواطنة سورية؟ وطني لا يعني طرقات وحدائق وذكريات وتراباً فحسب، بل هو إخوة الأرض. أولاد البلد هم أمانه واستقراره. ولن يكون الحل إلا بيدهم، أولاد بلدي هم أمل هذا الوطن، لا فرّق الله بينهم. المزيد: ندين تحسين بيك: لوك جريء جداً