السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي القراء، الحقيقة أن مسألة اليوم مسألة غير متوافرة كثيرا فى زماننا هذا . فقد خلق الله عاطفة الأمومة عند كل النساء حتى لو ما كان هذا الطفل ابنك، سبحان الله، هذه غريزة وضعها الله فى قلوب النساء عامة . تقول السيدة هدى : لقد تزوجت زوجى هذا قبل ثلاثة عشر عاما وكان منفصلا عن زوجته الأولى ولديه طفلان. قالت : وأنا أحببتهم بشدة، وربي اعلم مدى حبي لهم. وكان زوجى دائما ما يشكك فى هذا الحب. ويقول انت تكرهين أولادي. وكنت اقول له ما دليلك على هذا الكره، فيسكت ولا ينطق بكلمة واحدة. ومرت الايام والسنون وكبر الأولاد واصبح الكبير في الجامعة والصغير فى الثانوية، وكانت علاقتي بهم ممتازة وكان زوجى دائما لا يرى منى غير سوء التعامل وهذا غير صحيح بالمرة! وكنت دائما اسأل الأولاد أمام والدهم وأسألهم هل انا سيئة المعاملة، معكم كانوا يضحكون بشدة ويقولون يا ابلة هدى انت مثل أختنا، لأني كنت قريبة منهم فى العمر, ومن حوالي شهر جاءنى الولد الكبير لزوجي، وكان مسافر فى رحلة مع أصدقائه وكنت كرهت بشدة هذا السفرة ونصحته بعدم الذهاب. ولكنه كان مصمما على الذهاب وفعلا سافر. وبعد وقت قصير جاءني خبر وفاته.... أقسم لك بالله يا سيادة المستشار أني حزنت حزنا لم ولن أحزنه على أحد. أنا قلت لنفسي هذا ابني أنا .... وابني مات الأن ... والله كانت الصدمة علي أشد من والدته .... ولا أقلل من شدة حزن الوالدة لا والله لكن صدمتي فاقت كل التصورات والاحتمالات . سألتها : وماذا أتى بك الأن ؟ قالت : لا أحتمل العيشة مع زوجي الذى طالما ظلمني واتهمني وشكك فى حبي لأولادى ...لأن إحساسي بهم أنهم أولادي فعلا! وهو لم يصدق ذلك طوال الثلاثه عشر عاما الماضية وأريد الانفصال منه الآن. وكانت تبكي بشدة على فراق ابن زوجها قلت لها : يا سيدتي أنا لما أر مثلك كثير... دائما ما تأتيني الزوجات تشتكى من أولاد أزواجهن. ... أرجوك أعيدي حساباتك مرة أخرى لأنك لديك طفلين الأن من زوجك.... فاقتنعت برأينا وذهبت وكلها حزن على ابن زوجها. قلت لها : يا أختى الفاضلة اللهم اجعل كل زوجات الأب مثلك.