بالتأكيد لم يعد الأمر مفاجئا لو قلنا لك أن كثير من الدراسات النفسية تشير إلى أن معظم الناس يقضون حياتهم في أحلام اليقظة، خاصة تلك الأحلام الجنسية منها. والأكثر من ذلك أن الشباب والصبايا في المجتمعات المحافظة يعيشون فيها أكثر من غيرهم في مجتمعات أخرى، وليس هذا بالطبع انتقادا للمجتمعات ولا للشباب أو الصبايا، إنه مجرد أمر يمارسه ملايين البشر يوميا بسبب الشروط الاجتماعية، والتي يعبر آخرين عن اختراقها بممارسات أخرى، منها التحرش الجنسي أو العادة السرية أو العنف خارج وداخل المنزل. فكيف تؤثر التخيلات الجنسية على الحالة النفسية؟ نشرت مجلة Personality and Social Psychology Bulletin بحثا عن تأثير التخيلات الجنسية، لتكشف أن المتزوجين أيضا يمارسون هذه التخيلات وليس فقط العزاب والعازبات، وذلك يعود لأسباب كثيرة مردها عدم وجود انفتاح جنسي بين الزوجين، أو عدم شعور أحدهما أو كلاهما بالرضا والسعادة مع الشريك، الأمر الذي قد يعود ذلك إلى أسباب كثيرة كالمشاكل المالية أو الخلافات الزوجية أو عدم الرضا عن شكل الشريك أيضا، وكذلك الحرج والشعور بضرورة التحفظ والخجل. ولكن الدراسة أيضا تطمئن الآباء والأمهات أن هذا الأمر ، الذي قد يمارسونه هم أنفسهم، أمر طبيعي في سن المراهقة ولا يفترض أن يقود الفتاة أو الشاب إلى الانحراف، بل إنه عقل الإنسان الذي يرغب في استكشاف المحهول ويحاول أن يبني تصورات عن مسألة يعيب عليه المجتمع أن يفكر بها علنا، لذلك فهو يفكر بها سرا. ولكن إذا كانت التخيلات الجنسية تؤثر على نشاط الشاب أو الصبية وعلى أدائه في الجامعة أو المدرسة، ففي هذه الحالة لا بد أن يبحث عن شيء يحبه وهواية تناسب مزاجه وتملأ وقت فراغه وتشغله. فهذا يوجه الطاقة الجنسية ويصرفها في أمورتفيد الشاب أو الفتاة، ومن أفضل الأنشطة التي تصرف طاقة الجسد بشكل إيجابي الرياضة وتعلم الرقص مثلا أو السباحة أو حتى تعلم الغطس ورياضات التايكوندو على سبيل المثال أو حتى التصوير الفوتوغرافي. ولا ينبغي في حال لاحظ الأبوان شيئا على أبنائهما وبناتهما إحراجهم أو محاولة مراقبتهم، فهذا يؤدي إلى الشعور بالقلق وعدم الثقة والحرج، ويكسر الصراحة والوضوح التي يفترض أن تكون أمرا طبيعيا وتلقائيا في العلاقة بين الأباء والأبناء. وفي الحقيقة إنه من المهم أن يكون هناك حديث شبه مفتوح بين الآباء وأبنائهم والأمهات وبناتهن عن الجنس وعن دوره في الحياة، وعن المرحلة التي ستأتي حتما ويكون لكل منهما زوج وزوجة يعيشان فيها لحظات غنية وعاطفة قوية. أما بخصوص التأثير السلبي للتخيلات الجنسية فهي تتمثل في شعور الشخص الذي يمارس هذه التخيلات بالذنب، وعقدة الخجل، والخوف من انكشاف أمره أو أن يلاحظه أحد. وفي حين تشعر غالبية الزوجات اللواتي يمارسن التخيلات الجنسية بأنهن قمن بخيانة أزواجهن، يشعر معظم الأزواج أن المسألة عابرة ولا تستحق التوقف عندها، ولكنهم في الحقيقة يلومون داخلهم الزوجات لوجود هذه المسافة والجدار في الفراش الزوجي، مما قد يؤدي إلى مشاعر سلبية تظهر على شكل مشاكل أخرى مختلفة. أضيفي إلى ذلك الشعور العام بالإحباط والحزن، وبأن هناك رغبات خفية وسرية لا يمكن تلبيتها مع شريك الحياة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو إن كان المراهقون والمراهقات يمارسون التخيلات الجنسية كجزء من عملية النمو وصيرورة النضج، فلماذا يمارسها المتزوجون والمتزوجات إلا بسبب تعاستهم الجنسية في السرير الزوجي؟ أما السؤال الذي لا بد أن تسأليه لنفسك وتجيبي عنه لنفسك أيضا فهو:لماذا؟