أصبح فيلم "وجدة" حديث الشارع السعودي بعد عرضه في "مهرجان دبي السينمائي" ونيله جائزة أفضل فيلم عربي. وتوالى عرض العمل في المهرجانات الدولية وأشاد به الكثير من النقاد وأصبحت المخرجة هيفاء المنصور تسافر الى جميع المهرجانات العربية والعالمية. أما نحن، فاكتفينا بمشاهدتها عن بعد وتساءلنا: هل هذا عمل سعودي؟ ما هي الخلطة السرية التي أوصلت هذا الفيلم الى هذا المكان؟ الأكيد أنّ هناك جهات تقف خلف هذا الفيلم، ولكن للأسف، جاء العمل بجهد شخصي صرف من مخرجة العمل. أثناء تصويره، اشتكت كثيراً من عدم تقبّل المجتمع للتصوير ومن بعض العراقيل التي واجهتها، فهي سيدة، والمجتمع السعودي لم يعتد على وجود مخرجة توجّه "الكاست". ولكثرة الضغوط عليها، أصبحت توجّه المصوّرين من خلال جهاز اللاسلكي وهي تقبع في سيارة بعيدة قليلاً عن موقع التصوير. أستغرب دائماً أن تكتب كلمة المجتمع السعودي وتُطلق هذه التعميمات. كان الأجدى استخدام بعض فئات المجتمع التي لم تتقبّل عمل هيفاء المنصور. قرأت خبراً في مجلة "أنا زهرة" بأنّ "وجدة" ترشّح لجائزة الأوسكار. ولا أخفيكم أنّ فرحتي لم تكن مكتملة لأنّ هذا الفيلم سعودي ولم يشاهده أي سعودي داخل الوطن، بل شددنا الرحال الى بعض دول الخليج لمشاهدته. ولا أخفي فرحتي التي كانت ناقصة عندما صرّح رئيس "جمعية الثقافة والفنون" سلطان البازعي بأنّ هذا الترشيح يعتبر الأول في تاريخ السينما السعودية، وجاء نتيجة النجاحات العالمية التي حققها الفيلم ومخرجته في المهرجانات الدولية. وأردف قائلاً:" نحن فخورون بهذا الفيلم الذي يعدّ ممثلاً حقيقياً لبلدنا وثقافتنا، ونحن سعداء كون قصته قد أسهمت في ربطنا مع من هم خارج حدودنا". كلّ مَن يقرأ تصريحه، سوف يتبادر الى ذهنه سؤال: "ماذا قدّمتم من دعم للفيلم؟. ولو لم ينجح، هل كنتم ستحاولون تجيير هذا النجاح لصالح جمعية الثقافة؟ لماذا لا تكون هناك شفافية فيُذكر أنّ هذا النجاح شخصي لمخرجة العمل؟ في هذه السنة، شارك أكثر من 17 فيلماً سعودياً في "مهرجان الخليج السينمائي" ولم نشاهد للجمعية أي تصريح أو دعم لها. كلّها جاءت بمجهود شخصي من القائمين على الأفلام. لن ننجح ولن نتقدم حتى نكون شفّافين ونعطي كلّ مجتهد حقه!