حين حدثت تفجيرات بوسطن الإرهابية، في الولايات المتحدة الأميركية منذ مدة، كان حسابات كثير من الأميركيين في توتير وفيسبوك، تشتم العرب وتتوعدهم بالرد. رغم أن منفذ عملية التفجير المؤلمة بلا شك كان من الشيشان. بعض الحسابات كانت أكثر طرافة فاعتقدت أن الشيشيان والتشيك هي بلاد واحدة، "تشابه أسماء"، في خلط جاهل بالجغرافيا والتاريخ، وتوعدت التشيك بالتدمير! واليوم يتجدد الجهل ويرفع قبعته للعالم معلنا وجوده الطريف من جديد، بل إنه جهل مضروب في آلاف الأطنان من العنصرية. فبعد أن وضعت نينا دافولوري الشابة الأميركية من أصل هندي تاج ملكة جمال أميركا على رأسها، وحصلت على لقب "مس أميركا"، انهالت مئات الحسابات على تويتر وفيسبوك، بالتعليقات الجارحة والعنصرية والتي بالإضافة إلى كونها عنصرية، فهي تدل على جهل كبير، إذ يعتقد مئات المعلقين أن الهنود هم عرب أيضا، لذلك أخذ العرب ب"جريرة" فوز أميركية هندية باللقب، ونالوا نصيبهم من العنصرية والشتائم! ويرتفع التساؤل الكبير والأخرق "كيف تفوز عربية بلقب ملكة جمال أميركا!". أو يتفاصح أحدهم ويقول " 9/11 كان قبل أيام من مسابقة ملكة الجمال"! ومادخل أحداث سبتمبر الأليمة بفوز شابة أميركية هندية باللقب؟ وبعضهم من أطلق عليها لقبا جديدا متسائلا "هل هذه مس أميركا أم مس القاعدة؟"....إذن فهي ليست عربية فقط بل إرهابية فوق ذلك! الغريب والمفارق أن هذه التعليقات العنصرية، لم نسمعها حين فازت اللبنانية ريما الفقيه بلقب ملكة جمال أميركا العام الماضي، التي كانت عربية الأصل حقا! فهل تم تجاهل عرقها العربي لبياض بشرتها مثلا؟ ولذلك نجت من الهجوم العرقي عليها؟ وبالمقابل هل اعتقد هؤلاء أن دافولوري عربية لأنها سمراء البشرة؟ كم هي مهيمنة ومسيطرة أحكامنا المسبقة وتصوراتنا عن سوانا؟ كيف يمكن تفسير كل هذا الهراء العنصري؟ لقد أعطى تويتر وفيسبوك المنبر لكل البشر، لذلك لا بد أن نعتاد على سماع الترهات التي يقتنع بها كثير من البشر حول العالم.