أعزائي القراء مسألة اليوم قد يضحك بعضنا عندما يقرأها، وقد يستغرب البعض الآخر، وقد يأخذها البعض بمأخذ الجد، لكنها فعلا مشكلة تقع كثيرا وموجودة بمجتمعاتنا الأسرية، وإلا لما جاءت زوجة تشتكي وهي ليست مشكلة طلاق وكره، بل هي مشكلة حب شديد من طرف لآخر (كزوجين) وأحدهما يفرط في إظهار هذا الحب والتعلق أمام الناس. تقول الزوجة حياة :إنه يحبني أعرف ذلك جيدا ورغم وجود طفلين معنا، أحدهما طفل عمره 8 سنوات والثانية بنت عمرها 7 سنوات لكن ما زال زوجي مراهق في حبه. فقد يقبلني أحيانا بقوة وإطالة في الوقت أمام الأولاد ويلمسني بل ويحضني وأجلس على ساقيه أمامهم، العفو منكم لكن تطور الأمر أنه يفعل ذلك أحيانا أمام أخواته البنات وأمه، مما يسبب لي بعض الحرج. ولا أدري كيف أتعامل مع هذا التصرفات رغم أنها تسعدني لكني لا أعرف هل ما نفعله صح؟أم خطأ؟ الجواب: أختي الفاضلة الحب الذي بينك وبين زوجك نعمة حرمت منها كثير من البيوت ويبدو من كلامك مدى تعلق زوجك بك. وهذا يسعدك طبعا وهو صمام أمان للحياة الزوجية ولكن أحيانا إظهار هذا الحب بحركات جسدية من قبلات وملامسة وقد تصل لمداعبة يكون خطأ من الناحية الشرعية والنفسية. أما الأولاد والأهل سواء أهلك أم أهله فالقبلات مطلوبة لكن بحدود لا مانع عندما يراك أن يحتضنك عند عودته من عمله، أو في أي وقت أو حتى يقبلك لكن بطريقة عابرة حانية بغير إطالة مفرطة وملامسات لأماكن حساسة بالجسم أمام الأولاد، فأطفال اليوم يفهمون والانترنت وووسائل الإعلام فتحت عيونهم على الكثير والكثير. فيرجى منك ومن زوجك التحفظ قليلا، وعندما تكونان بمفردكما افعلا ما شئتما فقد ورد أن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : كنا نغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد. بلغة العصر (البانيو الواحد) ويقول لها الحبيب الودود صلى الله عليه وسلم : دع لي (أي قليلا من الماء) وأقول له : دع لي .. أي بلغتنا نحن اليوم كان هناك حب و أنس ولعب ومداعبات في حياة أشرف الخلق، لا مانع، لكن أمام الأهل فالتحفظ مطلوب حتى من باب الحياء من وجود أخواته. حتى من باب عدم الحسد من الناس سواء الأقارب أو الأهل فاحب نعمة وقد يصيبها الحسد. قال عليه الصلاة والسلام( كل صاحب نعمة مغبون –أي محسود). ثم بعض أطباء علم النفس فضل وجود العواطف بين الأبوين أمام الأولاد كالقبلة والحضن بينهما ثم بين الأبوين والأولاد، بل وتقبيل اليدين بين الزوجين وبين الأبوين والأولاد. فهذا أكسير نفسي عجيب يقوي المناعة النفسية لدى الأطفال لكن أن نتلامس شهوة ومداعبة، وقد تستجيب الزوجة بأصوات الدلع لترضى زوجها، وأحيانا تتطور الأمور كما وقع بين بعض الأزواج أن صار جماع بينهما أمام الصغار, فهذا أمر مخالف للشرع ولكل القواعد النفسية الصحيحة في تربية الأولاد. أدام الله الحب بينكما بالصورة التي لا تخدش الحياء لمن حولكما.