عندما تدخل السياسة في الفن تفسده. قبل أيام، انتشرت صورة لمحمد عساف وهو يشير إلى الرقم أربعة! كان ذلك كافياً لدى بعض ضعاف النفوس الذين راحوا يروّجون بأنّ "محبوب العرب" يدعم تياراً سياسياً معيناً في مصر. وللأسف، فإنّ كثيرين انطلت عليهم الحيلة، وأصبحوا يشتمون محمد عساف بكلمات نابية، وهو يحاول أن يبرّر أنّها حركة اعتاد على فعلها بينه وبين أصدقائه، وهي تحيل إلى فترة من الفترات حين كانت المواصلات في غزة شحيحة ويضطرون لاستقلال "مايكروباص" يحمل أربعة في الخلف، وأربعة في المنتصف، واثنين في المقدمة. منذ ذلك الحين، تداول الشباب هذه المزحة بإطلاقهم أربعة أربعة اثنين لمعاناتهم مع المواصلات. لكن للأسف، انتشرت صورة عساف وهو يشير إلى الرقم أربعة أكثر من انتشار نفيه. وهذا ما يجعلنا نفكّر: لماذا تنتشر الشائعة أكثر من الحقيقة؟ أصبحنا شعوباً همها الركض خلف ما يسيء إلى الآخرين، وهذه الأمور ليست من ديننا الاسلامي الحنيف. لماذا يريدون أن يهدموا طموح هذا الشاب الفلسطيني الذي خرج من المعاناة إلى العالم وهو يحمل قضيته وقضية كل العرب أي القضية الفلسطينية لكي يصدح بها في أصقاع الأرض؟ لماذا نحاول أن نجعله يقول إنّ "قضيتي الفلسطينية لن يحملها سوى الفلسطينيين، فأرى كل العرب وقفوا ضدي". ليتنا نبعد السياسة عن الفن وكل شخص ينشغل بقضيته الأساسية وهي القضية الفلسطينية. ولكلّ من يعتقد أنّ رقم أربعة يعني الحرية، فليرجع إلى التاريخ كي يكتشف أنّها شعار الماسونية (أربعة وعين في منتصف اليد). نعيب زماننا والعيب فينا ومال زماننا عيب سوانا.