كثيرة هي الحملات التي تنشرها اليونيسف أو هيئة الأمم المتحدة للمرأة أو أي مؤسسة تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك لإطلاق حملات لجمع التبرعات أو إلقاء الضوء على قضية معينة تحتاج لدعم إنساني كبير. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما، هل تفيد حملات الفيسبوك حقا؟ هل تحرك مترا من تراب؟ هل تشتري رغيف خبز لطفل جائع؟ بالطبع الجواب المنطقي هو: لا. ولكن لماذا تقوم مؤسسات دولية إذن للجوء إلى الفيسبوك لتطلق حملة؟ ربما للتوعية ولزيادة المعرفة بقضية ما ولتذكير الناس بما يحدث في بقعة ما من العالم. حسنا، يبدو أن ذلك لم يعد كافيا. فقد أطلقت اليونيسف حملة ضد الحملات الفيسبوكية في أبريل الماضي، ليس كرها في وسائط التواصل الاجتماعي ولا تقليلا من تأثيرها. ولكنها وجهت نداء لكل من يعتقدون أنهم يناضلون بحملاتهم على الفيسبوك، لتقول فيه إن الإعجاب لن يساعد أحدا، التبرعات فقط هي التي تفيد. وتجاوبا مع هذه الحملة أطلقت حملة شراكة بين مؤسسة DSM العلمية وبرنامج الغذاء العالمي على الفيسبوك منذ تموز الماضي، بحيث يكون كل "إعجاب" Like بالصفحة يعني وجبة لطفل جائع في العالم تقدمها DSM. رغم ذلك لم تلق الصفحة الكثير من المعجبين. https://www.facebook.com/WorldFoodProgramme.Arabic?brand_redir=1 هناك حملات أخرى تطلقها المؤسسات الدولية الكبرى، مثل حملات لبيع ملابس مستعملة أو التبرع باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يغيب عن هذه المؤسسات أن المواطن "الأونلاين" حذر أكثر من المواطن في الظرف العادي عند القيام بالضغط على كلمة "تبرع". لكن كلمة إعجاب تشعره بالطمأنينة أكثر، إنها لا تكلف شيئا. الإمارات في العالم العربي حالة خاصة في هذا النوع من الحملات، فقد قامت جهات إماراتية كثيرة رسمية وغير رسمية بإطلاق حملات مختلفة للمساعدات وبجهود منظمة ومجدية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حملات أفاد منها ضحايا المجاعة وسوء التغذية في اليمن واللاجئين السوريين في الأردن، والمؤسسات الإماراتية الدولية مثل "نور دبي" التي تقدم الدعم والعلاج لأمراض العيون حول العالم أو لبناء دور للأيتام وغيرها من الحملات الخيرية والإغاثية التي انتفع منها المحتاجون في بقاع مختلفة من العالم. لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد مساحات شخصية للتعبير عن الفرد، رغم كونها تلعب هذا الدور ببراعة. لكنها إن أحسن استغلالها قد تكون وسيلة إغاثة لملايين المحتاجين في العالم. وانتِ ما رأيك في الحملات على الفيسبوك وتويتر؟ شاهدي هذا الفيديو: