منهم مَن يقول إنّه لا عيب في هذا الزواج طالما توافرت فيه شروط عقد النكاح فيما يراه آخرون طريقاً نحو الموت بمعناه المعنوي والخلقي والثقافي والإنساني والنفسي وربما الجسدي أحياناً. إنّه زواج القاصرات أو "صفقة القاصرات" التي يقوم فيها وليّ الفتاة ببيعها أو بمعنى أصح بيع جسدها إلى من لا تفرح به ولا تطيق رؤيته، كأنّها تزوجت من جدها الذي غدا في القسم الأخير من حياته. ما هو هذا الزواج؟ وماذا يقول علم النفس وأهل الاختصاص والمدافعون عن حقوق الإنسان والطفل في هذا الخصوص؟ العلم يوضح مخاطره يعرّف علم النفس والأسرة الفتاة القاصر بأنها تلك التي لم تبلغ سنّ البلوغ بعد. وقد حدّدت معظم القوانين الدولية سن البلوغ بـ18 عاماً. أمّا قبل هذا العمر، فالفتاة غير مهيأة نفسياً وعملانياً للزواج بعد. وقد وجدت دراسة خاصة للأمم المتحدة بأنّ موت الأم الصغيرة وختان الفتيات وسوء التغذية هي العوامل الأبرز التي تسهم في إرتفاع نسبة وفيات النساء في العالم الثالث. وكشفت دراسة أخرى أنّه في مقابل العدد الكبير من زواج القاصرات، هناك عدد أكبر من العوانس. نفسياً، أكّد الخبراء على وجود مشكلات تواجهها القاصر بعد الزواج منها الاغتراب النفسي. إذ تصبح غير مرتاحة وشديدة الإنفعال والغضب، متقلبة المزاج تراها تبكي حيناً، وتضحك أحياناً أخرى. أما صحياً، فأشار هؤلاء إلى عدم استعداد أجساد القاصرات لخوض تجربة من هذا النوع، مما قد يؤدي إلى إضطرابات الدورة الشهرية وتأخير الحمل أو الولادة المبكرة وحصول حالات إجهاض وإحتمال الإصابة بهشاشة العظام نتيجة نقص الكلس. من جهة أخرى، أشار الخبراء إلى شكل العلاقة بين القاصر وزوجها بالنسبة إلى المعاملة، إذ تفكر أكثر من غيرها في الطلاق بعدَ أول مشكلة قد تواجهها، والسبب يعود إلى شعورها بالحنين إلى الحياة مع أسرتها. أما العامل الأكثر خطورة، فيكمن في فارق السن بينَ الزوجين لناحية القدرات العقلية اولاً كالاهتمامات والأولويات، والجسدية ثانياً ومتطلبات العلاقة الجنسية الحميمية، فلا تدرك الفتاة مسؤوليات وتبعات الزواج، وبالتالي تجهل واجباتها تجاه الزوج وتصبح في وضع حرج لعدم توافر الكفاءة. وإشترط العلماء لإنجاح الزواج بينَ أي طرفين الحصول على الكفاءة والتقارب في السن والمستوى التعليمي والثقافي والمادي قدر المستطاع. فهل من يسمع ويتعظ من تجارب الغير؟ للمزيد: عقد الزواج… بين شروط تحمي المرأة وأخرى تتحدّى الزمن! لعلاقة ناجحة بعدَ الزفاف: اضبطي المصروف وابتعدي عن التكنولوجيا!