السَّمْع، الشمّ، التذوُّق واللّمس. تلعب هذه الحواس دورّاً مُهمّاً في حياتنا اليوميّة، لا سيّما خلال تناول الطعام. ولكن، ماذا عن حاسّة البصر؟ وفقاً لدراسةٍ أجرتها مؤخراً جامعة أكسفورد، فإنَّ العَيْنين هُما أول وسيلة نستخدمها للتفاعل مع الطعام، ويأتي من بعدهما اللِّسان. وعلى ضوء ما تقدَّم، وبالتعاون مع جمعيّة “سايت سيفرز"، الجمعيّة الخيريّة العالميّة التي تُقدِّم العَوْن للمكفوفين في الدول النامية، يدعو مطعم "سبيكتروم أون وان" ضُيوفه إلى الدخول في الظلام للحصول على التجربة المُختلفة والفريدة من نوعها. بدءاً من يوم الجمعة السادس من سبتمبر 2013، وكل جمعة وسبت وأحد وإثنين، ستُقام هذه التجربة الفريدة، والتي ستُغيّر فكرة "الإنطباع المرئي مُهمّ" من خلال تشجيع الضيوف على إعادة النظر بانطباعاتهم وحواسهم الأُخرى. سيختبر المُشاركون فقدان البصر كاملاً لمدة ساعة ونصف، واضعين ثقتهم في أيدي لورين سنكلير، الشيف التنفيذي؛ التي قالت بدورها: "كثيرون يحكمون على الأطباق التي أمامهم حتى قبل تذوُّقها وذلك بالإعتماد على طريقة تقديمها ومظهرها، هذا في الحالات الإعتياديّة. أمّا خلال تجربة "عشاء في الظلام" فلن ينظر الضيوف إلى طعامهم، وسيحكمون على أطباقهم من واقع طعمها ونكهتها ورائحتها وربما من واقع الأصوات المُحيطة بهم". وسيقدّم مطعم "سبيكتروم أون وان" مكاناً مُظلماً تماماً ومُجهّزاً خصّيصاً لهذه التجربة؛ بينما سيرتدي العاملون في المطعم نظّارات الرؤيّة الليليّة ليتمكنوا من تسيير أمور الفعاليّة على أكمل وجه؛ مثل إصطحاب الضيوف إلى موائدهم في المطعم و مُساعدتهم خلال العشاء. ويقول كاميرون بيتريلي، المدير المساعد لمطعم "سبيكتروم أون وان": "لم تُلغي هذه الفعاليّة ميزة النظر إلى الطعام فحسب، بل إن عناصر أخرى قد اختفت أيضاً بما فيها الجوّ العام للمطعم والديكور والتجهيزات الأساسيّة على الطاولة؛ حتّى أنّ الضيف لن يشعر بالآخرين يُحدّقون به، الأمر الذي يأخذه البعض بعين الإعتبار أحياناً ولا يقلّ أهميّةً عن الوجبة بحدّ ذاتها". وتُثير فعاليّة "عشاء في الظلام" الجدل حول إعتماد الأشخاص على حاسّة البصر وحدها، حيث تُخرجهم من مُحيطهم الآمن وتُجبرهم على الاعتماد على الحواس الأخرى ليتخيّلوا ما الذي أمامهم. وفي هذا السياق تعاون "سبيكتروم أون وان" مع جمعيّة "سايت سيفرز"، الجمعيّة التي تعمل في أكثر من ثلاثين دولة ناشئة لمساعدة من يعانون من مشاكل في البصر على إستعادة بصرهم، ومواجهة حالات العمى. وتشير الأرقام الصادرة عن مُنظّمة الصحّة العالميّة أنّ عدد من يُعانون من الإعاقة البصريّة يُقارب 40 مليون إنسان حول العالم. وسيتم التبرع من خلال هذه الفعاليّة بمبلغ 27 درهم عن كل شخص لصالح جمعيّة "سايت سيفرز". ولا يُعتبر تأثير هذه المشاركة متواضعاً إطلاقاً، فعلى سبيل المثال، يكفي ريع عشاء في الظلام لشخصين لسداد تكاليف العلاج لمريض (سداد العين) في الهند، بينما يكفي ريع عشاء شخص واحد لتأمين الدعم الغذائي الأساسي والتوعية حول مرض (عمى النهر) لطفل واحد في غانا. و سيكون للمُشاركين الخيار بالحصول على رسالةٍ إلكترونيّة حول الشخص الذي استفاد من مساهمتهم، أو حول المشاريع التي تم تمويلها في الخارج.   المزيد:

مطعم “ألماظ مع مومو” يحتفل برمضان على الطريقة المغربية

مطعم زعفران يأخذكِ إلى جزر آسيا

مطعم كاتالان يحمل المطبخ البرشلوني إلى أبوظبي

خمسة مطاعم رومانسية في دبي