في الماضي، عندما كنّا نتحدث عن الدراما الخليجية، كانت الكاتبة القطرية وداد الكواري تقفز سريعاً إلى الواجهة، فلا ننسى أعمالها التي جعلتها تنطلق من المحلية لتصبح مشهورة على مستوى الخليج بفضل "حكم البشر، و"بعد الشتات" والكثير من المسلسلات الأخرى التي ما زالت محفورة في ذاكرة المشاهد. لكنّ كثرة المديح قد تكون وبالاً على صاحبه. هكذا، أصبحت وداد الكواري على موعد مع الاخفاقات المتتالية كأنّها بلغت مرحلة التشبّع أو فقدت ملكة الكتابة. أصبحت أفكارها مكررة، ولم يعد خيالها يبدع أفكاراً جديدة. قبل أيام، خرجت الكاتبة القطرية بتصريحات عن عملها "البيت بيت أبونا". طبعاً، إنّه حقّها المشروع أن تبدي رأيها بعد عرض المسلسل، لكنّ الغريب أنّها كررت كلامها الذي قالته في السنة الماضية عندما حكت عن عملها "خادمة القوم" مع الفنانة هدى حسين وذكرت أنّ النص خضع لتغييرات لم تكن على علم بها. هذه السنة أيضاً، كرّرت الكلام نفسه، مع تغيير طفيف في الأسلوب، فقالت إنّ مسلسل "البيت بيت أبونا" خرج عن مساره الأصلي وخضع للتعديل من دون العودة إليها، وتابعت أنّها لا ترى نفسها فيه، متهمةً الفنانتين حياة الفهد وسعاد عبد الله بإجراء التعديلات على العمل. لم تعِ الكاتبة أنّ كلامها يدينها كثيراً. ففي لقاء أجرته مع صحيفة "الوطن" الكويتية بتاريخ 27/12/2009، صرّحت أنّها عانت في بداياتها من التعديل وكانت تبكي كثيراً وتشعر بثورة وغضب لأنّها ترى أنّ العمل ليس عملها وأنّ هذه العثرات يمر بها كل مبتدئ وأنّ المخرجين كانوا يشاركونها الكتابة. أما الآن، فلا يحدث هذا معها لأنّ الكاتب بداخلها تطوّر وصار ذا خبرة عريقة في المجال وثقل في الاسم. ونحن الآن في عام 2013 وما زالت صاحبة الخبرة العريقة والاسم الثقيل تشكو من تعديل نصوصها دوماً. أسئلة كثيرة تدور في مخيلة المشاهدين: لو كانت مسلسلات الكواري الأخيرة نجحت، هل كانت ستخرج وتعترف بأنّ نصّها خضع للتعديل؟ بناء عليه، ما يحدث لا يتعدى أمرين: إما أن تكون وداد الكواري ذات شخصية ضعيفة يستطيع أي شخص التدخّل في عملها وإما أنّها لا تحضر مواقع التصوير لمتابعة العمل وتكتفي بتسليم النصّ. وعندما ينجح العمل، يكون ذلك خيراً وبركة. وإذا فشل، لا تجهد نفسها في التفكير بعذر، فقد أعدته مسبقاً. لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، يا أستاذة وداد.