كثيرة هي الصور النمطية والأحكام التي يطلقها الرجال على النساء، ثم تتحول إلى حقيقة مزعومة يتداولها المجتمع. فالمرأة الجميلة تهاجم دائما بأنها  سطحية وغبية من دون دليل كاف. أو المرأة الشقراء أغبى من السمراء ولا تحب الدراسة والعلم..إلخ من العبارات التي لا أساس لها من الصحة. وفي الحقيقة إن المجتمع نفسه يبذل جهده ليجعل من هذه المرأة الجميلة غبية، فهو يكرس اهتمامها بجسدها فقط. وتقنعها القيم السائدة معظم الوقت أن جمالها كاف ليجعل منها مطلبا ومحط الأنظار أينما ذهبت. وقد يكون في هذا الكثير من الصحة، لكن جمال المرأة إن أدى إلى تسطيحها نتيجة لتمركز اهتمامها حول ذاتها ومظهرها، فهذا لا يعني بالضرورة أن الجميلات غبيات أو لسن حريصات على النهوض بثقافتهن وعلمهن ومعارفهن وبالتالي ذكائهن. وهناك أمثلة كثيرة على نساء جميلات كن في غاية الذكاء بخياراتهن وبما قدمنه للعالم من الأدب والتمثيل والفن والعلوم. ومؤخرا بدأ الجدل يدور حول واحدة من أكثر النساء إثارة للجدل في العالم وهي المديرة التنفيذية لشركة "ياهو" ماريسا ماير والتي تجمع بين الجمال والإثارة والذكاء والشخصية القيادية. وأخيرا، أثارت صورة ماير "المثيرة" التي نشرت في مجلة "فوغ" وهي مسترخية على أرجوحة، وترتدي فستانا أزرق وحذاء بكعب عالي، الكثير من الجدل بين مؤيدين لصورة المرأة الجميلة والناجحة ومعارضين لها. وقالت ماير في تصريح لمجلة فوغ: "أنا عبقرية بطريقة غريبة الأطوار وخجولة. ولم يكن لدي خطة كبيرة لأعمل على تقييم كل ايجابيات وسلبيات ما أحب القيام به. ببساطة هذا ما حصل معي." ولكن فكرة أن تكون المرأة مثيرة، وجميلة، وناجحة، وذكية هو أمر من الصعب ايجاده مرة واحدة في أي امرأة، ويبعث على الشعور بالخوف، خاصة لدى الجنس الآخر. والتاريخ العربي على سبيل المثال مليء بالشخصيات النسائية شديدة الجمال ورفيعة الثقافة وقوية الذكاء وصاحبة المكر والحنكة. فمن عالم ياهو التكنولوجي إلى تاريخ العرب لكي نصادف شخصيات في التاريخ من شجرة الدر، والخيزران وصولا للعصر الحديث الذي يزخر بالجمال والذكاء مثلما هي الكاتبة غادة السمان أو النجمة سعاد حسني أو فاتن حمامة فلا يمكن أن توصف قامات بهذا الجمال والأناقة والإنتاج الإبداعي بالغباء.