لا يُمكننا إعتبار حالات التوتر والمناقشات الحادة التي قد تطرأ على علاقة أي زوجين من الأمور الغريبة أو غير العادية. إلا أنّ تجاوز النسبة الطبيعية لتصبح عملية التواصل بينهما أمراً مستحيلاً، يشير حتماً إلى وجود خلل في العلاقة الزوجية.

لكنّ ذلك لا يعني أنّ الزوجين لا يستطيعانِ إكمال حياتهما معاً، بل لا بدّ من إيجاد أدوات أساسية بنّاءة لاستكمال عملية التواصل بينهما على المدى الطويل.

عندما قام باحثون بالمقارنة بين الأزواج السعداء وأولئكَ التعساء، تبيّنَ لهم أنّ 90 في المئة من الأزواج السعداء اعتبروا أنّ الشريك "مستمع جيّد" في حين إعتبر فقط 18 في المئة من الأزواج التعساء الأمرَ عينه.

وقد بيّنت إحصاءات أخرى أنّ 72% من الأشخاص يعتقدون أنّ الشريك لا يفهم مشاعرهم نظراً إلى سوء عملية التواصل كما أنّ 75% منهم لا يستطيعون إيصال ما يريدونه إلى الشريك.

وقد أظهرت دراسة حديثة أخيراً أنّ ضبط المصروف والابتعاد عن الديون‏‏ وعدم مشاهدة التلفزيون‏ والتسامح‏ وتقبل أخطاء الطرف الآخر‏ تعدّ من الأمور التي  تؤدي إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة.

وبناءً على تجربة زواج ناجح وسعيد لا يزال مستمراً منذ 37 عاماً، قدّم خبير الشؤون الأسرية الأميركي هنري أون خلاصة تجربته الخاصة ضمن برنامج للمشورة الأسرية صمّمه مع زوجته وطافا به عدداً كبيراً من دول العالم. إذ شدّدا من خلاله على ضرورة تمسك الأزواج والمقبلين على الزواج بفكرة أنّ السعادة الزوجية لا تتحقق إلا عبرَ إتحاد الزوجين بأسلوب متسامح إلى أبعد الحدود.

ومن دون خجل أو شروط، أكّد هنري على ضرورة مشاركة الزوج زوجته في كافة الأعمال المنزلية مهما كانت صغيرة أو كبيرة، معلّلاً ذلك بأنّ المرأة باتت تعمل خارج المنزل مثل الرجل، ومن الظلم أن تتحمل كل أعباء بيتها وحدها.

كما أعلن هنري في دراسته عن قراره وزوجته بألا يكون لديهما جهاز تلفزيون في البيت لأنه (كما قال) من معوّقات عملية التواصل، مشيراً إلى أنّ استخدام التكنولوجيا في المنزل مثل الحاسوب والآي باد والهاتف الذكي يجب أن يقتصر على الضروريات فقط.

وللرجال في الدراسة حصة الأسد: نصحَ هنري المتزوجين والمرتبطين بأن يكون سفرهم داخل أو خارج البلاد للضرورة فقط وأن يعودوا إلى بيوتهم في أسرع وقت يمكن. وإذا كان السفر للإستجمام والراحة، فلا بدّ من أن يكون بصحبة الزوجات. وإذا سافر أحدهم لوحده للعمل أو لسبب مشابه، فلا بدّ حينها أن تكون تفاصيل رحلته معروفة لدى زوجته وسبل الإتصال متاحة ومعروفة ومؤكدة.

الكفاءة بين الزوجين

وقبل الختام، لا بدّ من الإشارة بحسب الدراسات والأبحاث القديمة والحديثة أنّ أهم الأشياء لحياة عاطفية ناجحة هي  التفاهم بين الطرفين منذ البداية، إذ يأتي اختيار شريك الحياة على أسُس صحيحة من كفاءة شخصية وعائلية وثقافية ودينية. بالتالي ينجح الطرفان في المحافظة على أجواء هادئة ومستقرة ومتجدّدة بالحب والموّدة بعيداً عن المشاحنات التي لا فائدة منها.

للمزيد:

عندما يقل إندفاع العريس في إتمام مراسم الزفاف…

العروس بعد الزفاف: طلب المال من عريسك، فن!