يعتبر المُطرب والكلمات واللحن من أهم ركائز نجاح الأغنية، وبعدها تأتي المكمّلات كالكليب و"المودلز". وفي أغنية الفنان عبد الله الرويشد "لي مر الحلو"، حضرت العناصر الثلاثة المذكورة، وغابت المشتقات، فالأغنية جميلة جداً لكن ما أفقد جماليتها هو أداء الفنان محمود بوشهري في الكليب. عندما شاهدته، شعرتُ أنّني أرى شخصاً يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، إذ فقدَ الكاريزما التي عوّدنا عليها بحركات أقل ما يقال عنها بأنّها طفولية. فكرة الكليب عبارة عن أصدقاء يجلسون إلى طاولة في أحد الأماكن وتمرّ من أمامهم فتاة، فيُغرم بها محمود بوشهري حتى الثمالة، ويحاول أصحابه التحدّث معه وهو لا يعيرهم أي انتباه. بعدها، تخرج الفتاة فيتبعونها وهم يتحدثون. وعندما تقف وتنظر اليهم، ينشغلون بالساعة أو بـ "الموبايل"، ويكرّرون هذه الحركة ثلاث مرات. للوهلة الأولى، شعرتُ بأنّني أشاهد حلقة عليان وسعيدان في "طاش ما طاش". لا أعلم لماذا هذا الاسفاف في كتابة الكليب. نحن كخليجيين أصبحنا نستمتع بالاخفاقات، فالمسلسلات الدرامية دون المستوى، وربما نلتمس لها العذر بسبب تعدّد الحلقات وضعف الكتاب، لكن ما هو عذر صنّاع الفيديو كليب؟ قد يقول البعض بأنّ لا ذنب لمحمود، فالسيناريو مكتوب سواء قام به هو أو غيره. تصحّ هذه الحجّة فقط في حال كنّا نتحدث عن هاو، وليس نجماً. محمود بوشهري قدم الكثير من الأعمال التي تُحسب له، لكنّ لغة المال هي التي تكلّمت في هذا العمل، وعندما يتحدث المال تخرس الجوارح. لكنّ هذا التاريخ سوف يسطر في مشواره وسوف يذكر أنّ محمود بوشهري قدّم كليباً ينسب لجيل الطيبين. متى يدرك الكتاب والفنانون أنّ المشاهد واع ويعرف الجيد من الرديء؟ محمود بوشهري سوف يحفظ اليوتيوب ما قمت به وسوف يشاهده الكلّ. ومع مرور السنوات، سيأتي اليوم الذي تعض فيه أصابع الندم على مشاركتك بهذه الطريقة في هذا العمل!