"فقط لاثنين" حكاية أصغر مطعم في العالم

سولو بير دو SOLO PER DUE عبارة تعني باللغة الإيطالية "فقط لاثنين"، وهو اسم المطعم الأصغر مساحة في العالم. والذي يستقبل شخصين فقط ويتسع لهما وحدهما وحسب. لا يوجد انتظار ولا ازدحام في هذا المكان النادر. ولكن الحجز ضروري بالطبع، حيث ينتظر فريق المطعم ضيفيه الوحيدين ويقوم على خدمتهما بتفرغ تام. هذه الميزة في المطعم الإيطالي جعلت منه أحد أشهر المطاعم في العالم، وقد أصبحت زيارته تجربة لا يفوتها زائر أو سائح يتجول في إيطاليا. ولكن هناك ميزات أخرى لمطعم SOLO PER DUE فالبناء الذي يقوم فيه المطعم يعود للقرن التاسع عشر ويقع في منطقة سياحية تاريخية وفيه بقايا من فيلا رومانية أثرية تعود لهوراس أحد شعراء اللاتينية العظام. وبمحاذاة المطعم تقع نافورة باندوسيا التي كانت المكان المفضل للشاعر هوراس لقراءة أناشيده وقصائده الجميلة. حين يعبر الزائر بوابة المطعم يجد نفسه محاطا بالحدائق التي تجمع أنواعا مختلفة من النخيل، من كل أنحاء العالم مثمرا كان أم فقط للزينة. وفي الأيام الدافئة فإن هناك مقعدين للاسترخاء في الحديقة تحت شجيرات النخيل، حيث يمكن للضيفين تغيير مكانهما من داخل المطعم إلى الخارج والتمتع بالجو اللطيف. وفي الشتاء يمكن للضيفين ترك طاولة الطعام والتمتع بالجلوس بالقرب من نار الموقد. وفي بادرة لطيفة وضع المطعم لكتاب الزوار عنوانا جميلا وهو "كتاب التأملات" وفيه مجموعة من أجمل قصص الحب التي عاشها كل مرتادي المطعم، دونوها في هذا الكتاب ليطلع عليها الأحبة والعشاق والأزواج والأصدقاء الذين سيأتون بعدهم. وما أن يقترب موعد تقديم الوجبة الرئيسية حتى تخفت إضاءة المطعم وتتخذ اجواءه طابعا ساحرا خياليا، وبعد قليل يقدم النادل الطبق الرئيسي الأنيق ويترك للضيوف جرسا فضيا كي يطلبوه حين يحتاجونه من دون أن يزعجهم. أما قائمة الطعام فمتنوعة وبسيطة في الوقت نفسه، وتعتمد على كل شيء طازج، فالمنطقة التي يتواجد فيها المطعم هي Vacone وهي منطقة غنية بزراعة الخضروات وتربية الأبقار. فكل شيء يقدم في هذا المطعم طازج وطبيعي ولذيذ مثل كل شيء في المنطقة. بالإضافة طبعا إلى قائمة من أنواع المعكرونة الإيطالية بمذاقاتها الرائعة. أما الوجبات بشكل عام فتنتمي كلها بالطبع للمطبخ الإيطالي الذي يعتمد خلطات الأعشاب اللذيذة وزيت الزيتون أساسا للبهارات. كثير من الضيوف يشعرون في SOLO PER DUE بأن الزمن عاد بهم إلى الوراء في لحظات حبهم الأولى، ويشعر كل من يزور المكان أنه عومل معاملة الأمراء.