يرتبط تاريخ صالونات الشاي الباريسية ارتباطا وثيقا بعائلة لادوريه Ladurée. وقد بدأت في الانتشار عام 1862 حين قدم الطحان والخباز إرنست لادوريه من الجنوب الفرنسي إلى باريس وافتتح مخبزا ووضع امامه بضعة طاولات، وذلك في الجادة السادسة عشرة من باريس وبالتحديد في شارع رويال. وبينما كانت باريس تكتسب وجها جديدا مع كثرة الصالونات الأدبية وكثرة الفنانين الذين يقصدونها من العالم، ومع تغير حركة المرأة وخروجها من المنزل وتطور حياتها الاجتماعي،  بدأ صالون الشاي الذي ابتكره لادوريه Ladurée يكتسب سمعة أكبر ويصبح منتشرا في شوارع كثيرة. وتخصص المخبز بالحلوى الفرنسية اللذيذة وخاصة الماكارون. والماكارون هي واحدة من ألذ وأطيب أنواع الحلوى الفرنسية. وقد ظهرت أول مرة في الخمسينيات من القرن العشرين حين فكر الخباز بيار ديسفونيتن الذي كان يعمل في مخابز لادوريه Ladurée بأن يجمع بين حبتي بسكويت الماكارون بمادة كريمية شهية من الشوكلاتة أو مايسمى بالـ"غاناش" ومنذ ذلك الوقت لم تتغير الوصفة أبدا. بعد ذلك اشترى علامة لادوريه مجموعة "هولدر غروب" Holder Group التي قامت بتوسيع المشروع، حتى أصبحت علامة لادوريه Ladurée ومحلاتها، التي تعرض أطيب أنواع الماكارون والحلوى الفرنسية الراقية، موجودة في العواصم الرئيسية في العالم من باريس وحتى نيويورك. المحلات وصالونات الشاي الباريسية التي تحمل علامة لادوريه Ladurée لا تقاوم، إحداها الفرع الذي افتتح سنة 1997 في الشانزليزيه والذي لا يقدم الحلوى فقط بل يخلق جوا اجتماعيا جميلا وراقيا في المكان. ولم يعد لادوريه Ladurée يقدم الحلوى فقط، بل هناك باقات الورود التي ترافق الهدايا والمناديل المطرزة باسمه وبعض الإكسسوارات. إذا زرت أي مدينة فيها صالون شاي لادوريه Ladurée فلا تفوتي على نفسك فرصة تذوق هذه القطع الهشة التي تذوب في الفم وتترك مذاقا لا ينسى. وجربي الجو الجميل الذي يخلقه المكان وطبيعة مرتادي هذه الصالونات من الطبقة المخملية. ستشعرين بأنك عدت في الزمن وتشاهدين فيلما كلاسيكيا تدور أحداثه في إحدى قاعات الحفلات الجميلة.