تسلحت بالجرأة، فقصّت شعرها على "الزيرو" لتأدية دور فتاة مصابة بالسرطان في مسلسل "حائرات"، مفضلةً عدم ارتداء "الباروكة" لإقناع المشاهد بمعاناة الشخصية. سوزان سكاف هي الفنانة السورية الأولى التي تتخذ خطوة كتلك، وعوّضت ذلك برسومات متداخلة زينت رأسها بها. "أنا زهرة" استضافت سوزان في هذا الحوار: هل تعتقدين أنّ قص شعرك في "حائرات" لفت الانتباه أكثر من أدائك نفسه؟ لا أنكر أنّ قضية قصّ شعري لفتت الانتباه وأثارت فضول الناس والإعلام. لكن بعد عرض العمل في شهر رمضان وسماع آراء المشاهدين، تبين أنّ أدائي طغى على الموضوع، خصوصاً أنّ الناس تعاطوا مع الشخصية. كما حقّقت المركز الثالث بين نجمات رمضان على قناة "سكاي نيوز عربية" على أدائي وليس قصّ شعري. مشاركاتك في "التالي" وغيرها من الأعمال الضعيفة، ألا تقلل من أسهمك على الساحة الفنية؟ لا تقلل من أسهمي أبداً، فأحياناً تتوقع لعمل تحقيق نجاح كبير وفقاً لمعطيات معينة لكن النتيجة تأتي عكس ما تشتهي، كما أنك تتوقع لعمل ما نجاحاً منقطع النظير ولا ينجح، فالتوقع في الدراما ضرب من الخيال. بعد انقضاء العروض الرمضانية، كيف تقيّمين أدوارك، وما هو صدى تلك الأدوار في مواقع التواصل الاجتماعي؟ المهم أنني أديت واجبي بكل أمانة وعلى أكمل وجه، وأعتقد أنّ دوري في "حائرات" شكّل نقلة نوعية بالنسبة إليّ، وتلقيت آراءً إيجابية للغاية. أؤمن أنك عندما تبذل جهداً وتتقن عملك، فإنّ تعبك لن يذهب سدى، خصوصاً أنّني منحت هذه الشخصية جزءاً من روحي. هل تعتقدين أنك مظلومة فنياً وإعلامياً؟ إعلامياً، كنت بطبعي مقلة باللقاءات، لكني مؤخراً شعرت بأهمية الموضوع وأصبحت أكثر انفتاحاً. على الصعيد الفني كنت مظلومة وأنتظر فرصتي لأظهر قدراتي كممثلة، لكن الظلم تخلى عني هذه السنة نوعاً ما، وأتمنى أن تتصاعد وتيرتي مع الأيام القادمة. ما زال الجمهور يتحدث عن دورك في "جميل وهناء"، بينما لم ترسخ بقية الأدوار في ذهنه كما يجب، لماذا؟ ترسّخ هذا الدور لأني قدمته باللهجة الحمصية الغريبة عن اللهجة الشامية المحكية في معظم الأعمال. لذا يبدو الأمر طبيعياً، بينما لم ترسخ البقية لأنني لم أكن أعطى تلك الأدوار التي تثير اهتمام المشاهدين وتنعكس إيجابياً على مسيرتي الفنية. لك تجربة زواج فاشلة مع المخرج زهير قنوع؟ هل يكرّس ذلك "فشل الارتباط بين زملاء المهنة"؟ لا يجوز تعميم موضوع انفصالي على الارتباطات الفنية كافة. هناك علاقات ناجحة ومستمرة والأمثلة كثيرة. في كل الأحوال، من الخطأ أن نربط زواج أصحاب المهنة ذاتها بالاستمرارية والنجاح أو الفشل، فكله بالنهاية قسمة ونصيب. هل تفكرين في الزواج مجدداً، وما أثر انفصالك على حياتك الاجتماعية والفنية؟ بكل تأكيد أفكر في الزواج مثل أي فتاة، وأتطلع لتأسيس عائلة وإنجاب أطفال، فشعور الأمومة لا يعوض. أما موضوع انفصالي، فلم يؤثر على حياتي اجتماعياً ولا فنياً، فلست أول ولا آخر فتاة تتعرض لهذا الأمر، لكنه منحني ميزة شخصية بأن أكون أكثر دقة في خياراتي المستقبلية. قلبك مشغول حالياً بقصة حب، هل هناك نية جدية للزواج؟ أم تكتفين بالحب فقط؟ صحيح قلبي مشغول وأعيش قصة حب، وسأكلل هذه العلاقة بالزواج بكل تأكيد ولن أكتفي بالحب وحده. برأيك ما هي الطريقة المثلى للفنان السوري كي يساهم إيجابياً في الأزمة السورية؟ يسهم الفنان إيجابياً من خلال الدعوة إلى الحب والتعايش الذي كنا نستظل به، ولا ننسى أننا كسوريين إخوة وسورية هي أمنا جميعاً. هل تؤيدين بوح الفنان بموقفه السياسي؟ لا مانع من ذلك، شرط أن يستمع للرأي الآخر ويحاول تفهّمه، عوضاً عن توجيه اللوم إن كان يعاكس موقفنا. أعتقد أنّ القصة لم تعد محصورة بين مؤيد ومعارض، لأنّ بلدنا يمرّ في محنة ونحن متخاصمون ودول العالم تتفرج علينا وكثير منها تشمت بنا. ما أكثر شيء يزعج سوزان... وأكثر شي يسرها على الصعيد الشخصي؟ أكثر ما يزعجني هو الكذب والنفاق، وهما أمران منتشران كثيراً هذه الأيام بكل أسف. أبدو في قمة السرور عندما أجد نفسي مندفعة في العمل من دون قيود أم موانع. هل حققتِ طموحاتك في الحياة... ما هي طموحاتك المستقبلية أو تلك التي لم تحقق بعد؟ لم أحقق من طموحاتي إلا القليل، لكن المستقبل متاح أمامي، وطموحاتي كبيرة بتقديم أعمال تسلط الضوء على الشرائح المهملة درامياً بالعمق المطلوب.   المزيد: سوزان سكاف تتزوج من رجل عقيم!