أعزائي القراء ربما يستغرب البعض لهذا العنوان ويتساءل هل معقول يوجد زوجة في هذا الزمن تسمح بأن يتزوج زوجها عليها؟ نعم يوجد فبطلة مسألة اليوم الزوجة حنان مقبولة شكلا ورزقت من زوجها حسام بثلاثة أبناء. لكنها لاحظت أن زوجها بدأ يكلم غيرها ويحاول إقامة علاقات سرية دون علمها، فما كان منها إلا أن جلست معه ثلاث مرات متتالية عرفت خلالها أنه على علاقة بفتاة وأنه يعرفها من سنة لكنه يخشى الزواج منها حتى لا تطلب حنان الطلاق. تقول حنان :لقد فكرت كثيرا واستخرت ربي في هذا الأمر. وكان أمامي اختياران إما أطلب الطلاق وليذهب هو ليتزوج من شاء وإما أكبته وأمنعه من الزواج وأعيش بكرامتي دون وجود ضرة، لكني بالوقت نفسه أعرف أنه على علاقة بها ويتقابلان، وهذه نار ستأكل قلبي. فرأيت أن الأفضل لي أن يكون كل شيء أمام عيني و فعلا تعرفت عليها وفتحت لي قلبها وفتحت لها قلبي، وكنا في البداية مثل الإخوات حتى أنني أسكنتها معي بنفس البيت نطبخ معا ونخرج معا. وكنت معها ساعة الولادة وكنت أعطيها النصائح عندما تقع مشاكل بينها وبين زوجي هذا كله في نفس الوقت الذي ما قصرت فيه مع زوجي، وأنا امرأة معتنية ببيتي وأولادي ونفسي جدا. صحيح كنت أغار بشدة دون بوح عندما أجدها تهزر أو تلاطف زوجي، لكنني كنت أتماسك حتى لا أسبب مشكلة. وبعد مضي سنة على زواجها من زوجي وإنجابها لطفل بدأت تطلب بيتا مستقلا. بدأت تغير معاملتها معي. ارتفع صوتها عليّ، وبدأت تنعزل مني بحجة أنها ضرة ولا يجب أن تعرفني كل شيء عنها. وكما يقولون انقلب السحر على الساحر! وياليت زوجي انصفني بل وقف معها وفعلا أخذ لها بيتا مستقلا وبدأ يهملني أنا عاطفيا ونفسيا، ويبيت عندها أكثر ولقد حاولت زيارتها والتقرب منها لكن دون جدوى. والآن علاقتي متوترة مع زوجي بسسب رفضه لاختلاطي بها منعا للمشاكل. فقلت له : هل هذا جزائي أن سمحت لك بالزواج فقال لي : "ما حدش ضربك على ايدك انت التي وافقتي". فها أنا غلطانة أن حميت زوجي من الحرام؟ ثم ما مشورتكم لي هل أبتعد عنها ؟ أم أصر على القرب منها؟ الجواب : أولا : أحيي فيك هذه النية الصادقة لحماية زوجك من الحرام، وثانيا: لشجاعتك وصبرك على وجود ضرة بحياتك. فهذا أمر مستحيل نجده من زوجة في عصرنا إلا إذا كانت بها من العيوب والنقص ما تضطرها للموافقة وكل ما فعلته مأجورة عليه، ولست مخطئة. لكن الخطأ الوحيد هو محاولة الاندماج الزائد فهو سيسبب حتما مشاكل كثيرة، وهذا ما لفتنا النبي الكريم إليه عندما تزوج بأكثر من زوجة جعل كل واحدة في بيت مستقل، وهو ما أطلق عليها الحجرات اللاتي كانت تسكنها أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، منعا للغيرة والخلافات. فأنت بشر ومهما حاولت أن تخفي مشاعرك لن تستطيعي. فالأفضل أن تكون علاقتك معها بحدود و بالمناسبات المسموحة، ومن يأتيك للزيارة فأهلا به ومن رفض زيارتك فلا تحرجي نفسك.. و اعفو واصفحوا كما أمر الله تعالى.