لا يقتصر تنظيم وإعداد حفل الزفاف على الميزانية والديكورات والبذخ في إعداد مائدة بما لذّ وطاب فقط، إنّما على طريقة التعامل مع الضيوف ودعوتهم وإستقبالهم بشكل لائق. في تحقيقنا اليوم، لا نتحدث عن الأخطاء التي تُرتكب خلال الزفاف كعدم وجود شخص لاستقبال الضيوف أو عدم توافر مقاعد كافية للجميع... بل نسلّط الضوء على خرق بعض المعازيم لآداب تلبية الدعوات وعدم إحترامهم لما وردَ في بطاقة الدعوة من توجيهات عن عدم إصطحاب أي شخص لم يُذكر إسمه في الدعوة. مثلاً، قد ترسَل الدعوة باسم "السيد فلان وحرمه المحترمَين" وتأكيداً على العدد يُكتب داخل خانة مخصّصة في نهاية البطاقة العدد 2. إلا أنّ المفاجأة قد تأتي في إتصال السيد فلان لتأكيد حضوره مع زوجته إلى جانب أبنائه الأربعة. فكيف تكون ردة فعل العروس أو العريس، هل يقبلان نتيجة الحرج أم يبادلان صراحة - وربما وقاحة - الضيف كما قد يسمّيها البعض بضرورة التقيد بالعدد المحدّد؟ الإتيكيت يجيب! فن التعامل مع الآخرين يُعدّ من أهم الفنون التي يجب على أفراد المجتمع إتقانها. وحتى لا يجد الإنسان نفسه وحيداً أو بعيداً عن مجتمعه، يتوجب عليه صقل وتعلم فن التواصل بالصورة الصحيحة والمناسبة، ومن هنا يأتي دور فن الإتيكيت. يدعو فن الإتيكيت العروسين في هذه الحالة إلى عدم الخجل أو الشعور بالحرج من أي متطفل قد ينغص عليهما فرحتهما. زيادة عدَد الحاضرين وإحضار مَن هم غير مرغوب فيهم في الحفل أمر قد يشكّل عبئاً مادياً أو معنوياً أو تقنياً بالنسبة لمساحة القاعة وإعداد لائحة جلوس المعازيم على الطاولات. يقول الإتيكيت بالتحديد إنّ على العروسين أو أحد أفراد العائلة كالوالدة الإتصال بالمدعو المتطفل والترحيب المطلق بهِ لقبوله مشاركة فرحة الأسرة، ومن ثمّ التأكيد عليه أنّ العدَد المخصّص للضيوف لا يتحمل أي زيادة وأنّ الأسماء التي كُتبَت على بطاقة الدعوة هي فقط المرحّب فيها في الحفل. ويمكن إقتراح حضور المزيد من الأشخاص كالأبناء شرط أن يدفع المتطفل كلفتهم جميعاً (رغم أنّ الفكرة غير مستحبّة في مجتمعنا العربي). من جهة أخرى، يمكن للمتحدث أن يطلب من المدعو المتطفل التقيّد بالعدد لأنّ مساحة قاعة الحفل لا تسمح بوجود أي شخص إضافي. أخيراً، يشدّد فن الإتيكيت على العروسين أو الشخص المتصل عدم التراجع عن القرار حتى لو قرّر المتطفل الإعتذار أو التهديد بعدم المشاركة في الحفل. وفي هذه الحالة لا يمكن للمتصل سوى التأسف منه وإبداء رغبته في دعوة القريب والبعيد ولكن "ما باليد حيلة" كما يقال. للمزيد: ضيوف الزفاف وقطعة المركز: ماذا عن الفاكهة المجفّفة؟ كتاب الإهداءات الـ Guest Book والمزيد من الأفكار للزفاف