ربما يبدو هذا غير قابل للتصديق! بحسب دراسة أجراها مؤخرا الموقع البريطاني "vouchercodespro" فإن ست نساء من اصل عشرة تجيب على هاتفها المحمول خلال الممارسة الجنسية. " إنتظر.. لحظة واحدة، لحظة فقط " ربما تقول السيدة و هي تخرج من السرير لتلتقط الهاتف المحمول بسرعة عن الطاولة و تجيب. ربما نداء العمل، أو توقع اتصال هام، أو أي تفصيل آخر.. من يدري. خلال ذلك، لنتخيل، ينتظر الزوج مكشرا و حانقا في السرير، مغتاظا لأن "المدام" قد هجرته تماما في منتصف الطريق، في وسط الممارسة الحميمة، لا لشيء إلا كي تجيب على هاتفها النقال. لعله يسمعها وهي تقول: "آه، ألو.. ألو، ماما، أهلا، أهلا.. لا أبدا، لا إزعاج، لا، لم تعطليني عن شيء.. نعم نعم" الخ... قد يبدو هذا المشهد مثيرا للسخرية، هزليأ أو غير واقعي، ولعله صادم أيضا، ومع ذلك فهو مشهد واقعي تماما كما تشير دراسة المركز البريطاني المنشورة في "الهوفينغتن بوست" بنتائجها المثيرة للدهشة. وبحسب هذه الدراسة، التي أجريت على عينة بلغت 1700 رجل و امرأة بريطانيين، فأن 62 بالمئة من النساء المستجوبات أقررن بأنهن يقاطعن العلاقة الجنسية للرد على الهاتف المحمول، في مقابل نسبة 48 بالمئة من الرجال الذين يقومون بالفعل نفسه. ولكن الموضوع لا يتعلق فقط بإلقاء نظرة سريعة على جهاز الهاتف. تحدد الدراسة أن نسبة 30 بالمئة من المستجوبين مستعدة للإجابة على الهاتف و أخذ إتصال فعلا، في حين أن 20 بالمئة مستعدون حتى لأخذ الوقت اللازم لقراءة رسالة أو إيميل و الرد عليه. ما الذي يحدث للشريك في هذه الحالة؟ يشعر بالوحدة و الإهمال ربما.. منى شلبي، باحثة لدى الغارديان، حاولت أن تفسر هذه النتائج حين طرحت عليها الهافينغتون بوست السؤال، بقولها أن هذا البحث لم يأخذ بعين الاعتبار مسألة تواتر هذا السلوك. إن مقاطعة الفعل الجنسي للرد على اتصال طارئ هو مؤشر يدل فقط على أن نسبة متزايدة من البريطانيين تبدو مشغولة خلال العلاقات الحميمة. إحصائية أخرى، بريطانية أيضا، صادرة في العام 2012 هذه المرة، تشير بوضوح إلى أن ثلث الأزواج المستجوبين يقرون باستعدادهم للرد على اتصال خلال العلاقة الحميمة. كل هذه معطيات تدعو للتوقف عندها، ولعلها مقلقة أيضا، و باعثة على اليأس حتى. هل سيكون الجنس قريبا نشاطا يمكن أن تنافسه أجهزة الهاتف الصغيرة؟ هل نعاني من هذه الظاهرة ياترى في مجتمعاتنا العربية؟ ومن يجروء على إجراء الدراسة؟