شارف شهر الخير على الانتهاء وما زالت المسلسلات السعودية تصارع لتقول إنّها هنا قبل شهر رمضان. نرى منتجين "يتجاكرون" في الصحافة. كل شخص يقول إنّ هذه السنة سوف تكون مختلفة و"مسلسلي سوف يكتسح الساحة الخليجية". ويا ليتنا من حجنا سالمين. لم يفرض أي عمل نفسه على الساحة الخليجية أو المحلية. بل إنّ كلّ ما عُرض من مسلسلات هذا الموسم جاء دون المستوى، والمشاهد ضاق ذرعاً بالوعود التي تتكرر سنوياً بأنّ ما يُنتج محلياً سوف يضاهي ما ينتج في الخليج، وغيرها من الأقاويل مثل الحرص على المحتوى أكثر من التهريج الذي كان يصدَّر لنا في السابق. لكن للأسف، ما زالت مسلسلاتنا تفتقر إلى الحبكة الدرامية وتوزيع الأدوار وعدم الاعتماد على أسماء معينة. لو شاهدنا "سكتم بكتم4"، لوجدنا أنّه لم يختلف عن جزئه الأول في اعتماده كاملاً على الفنان فايز المالكي وشخصية مناحي بصوته الذي يخدش المسامع وبحركاته التي ملّتها الأعين. أما صاحبه الفنان حسن عسيري في مسلسل "كلام الناس" وهذه سنته الثانية، فنشاهد نفس الأدوار والكاتب والمخرج. نحن أمام نص عقيم وفنان لم يصل الى درجة الاحتراف ومخرج كان سنيداً للممثلين في الماضي. حسن عسيري نجح منتجاً لكنّه لم ينجح ممثلاً. أما "هشتقة" للفنان فهد الحيان، فأبلغ ما يقال فيه إنّه كناية عن بروفات ولم يرتق إلى مصاف مسلسل. بحكم متابعتي الدائمة لما يطرح على الساحة الفنية السعودية، لن تتطور صناعة الدارما في السعودية ما دامت خاضعة لنظام "الجوكر" الذي يكون المنتج وبطل العمل، ونراه في كل المشاهد مقابل إقصاء الآخر من أجل أن يبرز اسمه. وهذا هو والله الوبال الذي يحيط في الدراما السعودية. يجب على وزارة الثقافة والاعلام أن لا تعمّد إلا من يستحق وأن تفرض ضمن بنود التعميد أن لا يكون المنتج المنفذ هو بطل العمل لكي نجد مسلسلاً يرتقي إلى ذائقة المشاهد.