أعزائي القراء يقول الله تعالى : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران : 134( تتعجبون لماذا بدأت مقالتي بتلك الاية وهي آية كظم الغيظ أقول : لأن هذه الأية تتحدث عن الانفعالات الزائدة في البيوت في العمل في المدارس بين الأقارب. صورة تتكرر عندنا كل يوم أثناء سماع المشكلات الأسرية، فنحن نعيش أزمة عدم قدرة على كظم الغيظ عدم قدرة عن العفو أو حتى المسامحة. فهذا زوج جاء اليوم يريد طلاق زوجته وله منها 3 ابناء وكل المشكلة انها تستفزه احيانا وعندما يواجهها بالعصبية والغضب الشديد تقول له دوما : أنا لا أقصد أنا كنت امزح معك وهو يعترف بهذا فعلا. لكن مشكلته كما ذكر أنه لا يستطيع السيطرة على أعصابه، مما دفعني أن أساعده بالنصح والتوجيه ليتعلم كظم الغيظ والعفو والتغاضي عن الهفوات وأردت أن يقرأ أعزائي كل كلمة نصحته به لعم الفائدة فما أحوجنا جميعا لكظم الغيظ والعفو عن الأخرين مما يقلل المشاكل ويمنع الكوارث الاجتماعية. قلت للزوج : كظم الغيظ هو حبس الغضب بنفسك دون اخراجه للغير وهو أثقل ما يثقل حسناتك وجرعة غيظ تبتلعها وانت قادر على رد الأذى فيها. لكنك تركتها لله يضاعف لك بها الأجر، خاصة نحن في شهر العفو والعتق من النار. أتعرف أن تكون مثل الصحابي أبي ضمضم؟ قال تصدقت بعرضي وكظمت غيظي لوجه الله وقبل الله منه تلك الصدقة لأنها أعظم من صدقة المال. وإن أكثر واحد تتعلم منه كظم الغيظ سيدنا النبي ( اليهودي يقول له : أعطني الدين الذي عندك ويشد النبي من ثيابه تجاه العنق بقوة ويقول : إنكم يا قوم عبد المطلب قوم مطل وقام عمر ليقتل اليهودي فمنعه النبي وأمر لليهودي بالمال وكظم غيظه فقال اليهودي صدق من سماك الرؤف الرحيم وأسلم بسبب تلك الأخلاق. وهذه امرأة عجوز يحمل لها النبي المتاع وحين أرادت مكافأته قالت : أنصحك آلا تتبع محمد. فلما سألته من أنت يا صاحب الخلق كظم غيظه وابتسم لها قائلا : أنا محمد . والمشركون يضعون سلا الجزور (أمعاء الجمل بعد ذبح الجمل)وهو يصلي ساجدا وهو صابر كاظم لغيظه قائلا (رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون) أتعرف أن تكون كذلك مع زوجتك أصدقائك أولادك فلست أفضل من رسول الله . وهذا نموذج أخر يوسف عليه السلام وكظمه للغيظ مع إخوته حين اتهموه بالسرقة، ومع ما فعلته امرأة العزيز حين زجته في السجن وهو بريء كظم غيظه ولم ينتقم فكانت النتيجة أن صار هو عزيز مصر بعفوه وصاروا هم أذل الخلق بغيظهم وكيدهم . يقول الحديث ( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله وهو على رؤس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شا). عمن نكظم الغيظ؟ عن كل الناس ومنهم زوجتك وأبنائك وإخوتك وأصدقاءك أتعرف أن الحسن البصري كان يقدم الهدايا لمن يذمه- و صفية زوج النبي الكريم تكلمت عليها خادمتها قالت عنها لعمر بن الخطاب: أن ولاؤها لليهود وتعظم السبت - فسألت الخادمة : لماذا قلت عني ذلك ؟ قالت: الشيطان دفعني لذلك. قالت صفية أم المؤمنين: اذهبي وأنت حرة . أخي الزوج :اذا كنت تريد عفو الله اعفو عن خلقه واكظم غيظك عمن أساء إليك. وسألني الزوج : كيف أمسك نفسي عن الغضب؟ أقول هناك وهم وظن عند البعض أنه لا يستطيع ذلك وصعب جدا آلا يغضب. والجواب أقول لك أفعالك بيدك أنت انت تستطيع اذا اردت ان تغضب فستغضب والعكس إياك تصدق هذه الخدعة أنك تقدر آلا تغضب خذ قرارا بأنك لو رأيت شيئا لا يعجبك فلن تغضب. أخي الزوج :راقب الناس قي الخصومات تعرف معادنهم مثل : تذكر خالد بن الوليد لما شتم قال لمن شتمه : هي صحيفتك فاملأها بما شئت. وهذا من الذي يشتم إنه خالد سيف الله المسلول . نصيحة أخيرة للمقبلين على الزواج أسألي عنه حين يخاصم كيف حاله؟ لأن الغضوب قد يطلقك بعد ساعات من زواجه بك فاختاري هاديء الطبع لأنه صاحب خلق.