بخلاف غيره، يقف روجا دوف كصانع للعطور، متفرداً بكونه أكثر مبدعي العطور ابتكاراً حول العالم، وأكثرهم احتراماً في هذا القطاع المترف، يرتكز شغفه على الروائح العطرة، على ذكريات مفعمة بالحب، وعلى هوسه في اكتشاف الجانب الحسي من العالم، بطريقة جديدة تدعو للدهشة.  منذ نعومة أظفاره، كان اختبار الروائح والعطور سبباً في انتقال روجا من ضيق العالم الواقعي إلى فسحة الخيال والإبداع، حيث هناك متسع للمثالية والاحلام،القادرتين على تذكية العطورالتي من شأنها أن تدهش بل وتصدم، عطور تغلف جميع لحظات حياته ككبسولات الزمن، إنها بحق – أرقى العطور في العالم.

أطلق روجا العنان لحماسه ولم يلجمه، فما كان من هذا الحماس إلا أن قاده إلى التعرف على عائلة Guerlain، التي تعتبر الصلة الحية لكل ما يتعلق في صناعة العطور في عصرها الذهبي. وأصبح روجا ولأول مرة في تاريخ العائلة، من خلال عمله مع دار Guerlain طوال 20 سنة، أول سفير عالمي لها على الإطلاق وهو ليس بفرد من عائلتها. عبر تعزيز شغفه، معارفه وموهبته، طور روجا طريقةً ثورية لفهم العطور غيرت كل هذه الصناعة، فكانت بمثابة ختم روجا الخاص المقدر له. أسس روجا شركته الخاصة كي يكون قادراً على تلبية نداء قلبه، مغيراً مفهوم الرفاهية والإبداع في عالم صناعة العطور.

واصل روجا السفر حول أرجاء المعمورة، موسعاً مداركه وحواسه، باحثاً عن المزيد من الخبرات الحسية الجديدة من خلال الارتباط والعمل الوثيق مع أرقى المواد الموجودة في العالم. واليوم يملك روجا قواعد راسخة في هذه الصناعة جعلته رائداً في تعليمها ومرجعية رئيسية للعطور.

سواء من خلال استعراض الجوانب الحساسة للعطور، أو كشف خفايا صناعتها التي يعرفها وحده، فإن روجا ينقل إلينا العطور ويسحرنا بغموضها وغرائبيتها، بحماس وشغف – إنه خبير الخبراء ومعلم الذواقين.

ترجم روجا، بشكل جميل، سنواته الطويلة من المعرفة والخبرة إلى كتاب Essence Of Perfume (جوهر العطر). ويوثق كتابه الشهير هذا، تاريخ الروائح منذ نشأة هذه الثقافة حتى عصرنا الحالي، مفصلاً الجوانب الفنية للعطور، والأسرار التي تقف خلف إبداعها. إنه بمثابة إرشاد غني وشامل للهواة، العشاق والخبراء على حد سواء، مرسوم بسخاء، بني بذكاء وكُتب بطريقة شاعرية. بنغمة شخصية وقصص فريدة، ويطوف صوت روجا بين ثنايا Essence Of Perfume عبر نص يظهر آفاق العالم من وجهة نظره وعشقه لصناعة العطور.

وتم صياغة مصطلح Haute Parfumerie من قبل روجا حين افتتح ما أصبح فيما بعد، أكثر مصانع العطور إلهاماً، ابتكاراً، توجهاً وفخامة على الإطلاق: The Roja Dove Haute Parfumerie ضمن متاجر هارودز في لندن، أعظم وأشهر متجر متعدد الأقسام في العالم. إنه بمثابة مزار للإبداع المترف، حدوده السماء ولا يمكن تقليده أبداً، لاحظ كل من رآه على الفور ،أنه أهل لاسم وشهرة مبدعه، فكل ما يحويه في غاية الإتقان والجودة، أصيل ومبتكر، يجسد أمثلةبديعة هي الافضل من نوعها. هذا و حدد بوتيك The Roja Dove Haute Parfumerie اتجاهات صناعة العطور الفاخرة، التي غيرت بشكل هائل نهج صناعة العطور عالمياً.

وبعد تلبية طلبات خاصة لا حصر لها من زبائن خاصين، أصبح من الواضح أنه لم يعد ينقص روجا دوف سوى عطوره التي تحمل اسمه، فأطلق خدمة لا يوازيها شيء العالم، وهي خدمة التوصيات الخاصة، فكل إبداع جديد، تدخل في تركيبه أفضل وأرقى المواد الخام الموجودة على الأرض، بغض النظر عن تكلفتها ومدى ندرتها. وظهر أول أبداع له في فعالية خيرية، احتضنتها صالة Christie للمزادات العلنية في لندن، وحصد حينها أعلى العروض. إن العطور الخاصة بخدمة روجا لتكوين العطر حسب الطلب، هي عطور أصيلة تحمل طابع طالبها فقط، تأسر قلب من يضعها لتصبح جزاً منه مدى الحياة. ويحدد روجا بالضبط، البصمة الحسية التي تناسب عطرك المثالي، من خلال استخدامه لتقنيته الخاصة والبديعة Odour Profiling، فتكون النتيجة عملاً فنياً بحق، تخص واضع العطر لوحده دون غيره وجزءً من روحه.  ولن يكشف روجا عن قائمة زبائنه الخاصين أبداً، فعطر كل شخص منهم هو بمثابة رائحة وحيدة متفردة، لن يتمكن احد آخر على الأرض من امتلاك مثلها.

عبر خبرته العريقة وسخائه المعرفي، نشر روجا إبداعاته المعرفية وابتكاراته بين الجميع، فأسماء مثل Aston Martin, Fabege و Laurent-Perrier هي مجرد عينة من الشركات العالمية العملاقة التي لجأت إلى روجا من وراء سمعته العطرة في عالم الفخامة والاسلوب المتفرد. وفي سياق أعماله المنجزة بحسب الطلب، فوض متحف Victoria & Albert Museum في لندن، روجا، ليبدع عطراً من وحي معرض ‘Diaghilev and the Golden Age of the Ballets Russes’. وردد المشروع آنذاك صدى الروح والقيم لدى صميم إبداعات روجا- فقد استحضر تقدير الماضي وتحدي المستقبل، فكان هذا التعاون هو ما رسخ مكانة روجا على قمة دنيا الفن والإبداع في إنكلترا، فقادته هذه المكانة لأن يصبح المقصد الأول لصناع ومبتكري العطور طلباً لمهاراته الاستثنائية، ذاك الوقت كان موعد ولادة عطور روجا، بعد سنوات لا تعد من الشغف المستمر والاهتمام المطلق.

غير روجا، مفهوم الفخامة والرفعة لصناعة العطور في العصر الحديث، تغييراً جذرياً. هذا وأطلقت عطور روجا في صيف عام 2011، ليكون داراً تحاك فيه الرفاهية من كل جانب. بالنسبة لروجا أصبحت عبارة صناعة أرقى العطور بمكوناتها الأغلى ثمناً، بمثابة شعار له وتوقيع، كأنها وصمة لإبداعاته، فكل عنصر يحظى باهتمام مطلق من قبل روجا لتفاصيله مهما كانت دقيقة وصغيرة، فكل جانب مهم بحد ذاته، وله فسحة في فلسفة روجا القائلة " وحده الأفضل من يستطيع " إنها عطور تشكل جزءً من روجا، ببساطة شديدة، إنها أرقى العطور في العالم.

يبدع روجا العطور مستخدماً مشاعره، حياته وهواه. روجا يبدع عطوراً تصبح جزءً منك. فقد خُلقت لتكون الافضل، كي تُحتضن، تظل في الذاكرة، وتتوحد مع من يحتضنها.

تمثل تجربة عطور روجا العالمية، عالماً من الترف تشترك فيه طاولات Lalique الزجاجية، قبعات Swarovski الكرستالية، دفق الحرير البنفسجي، والقارورات المرصعة بالذهب المشغول يدوياً، وكل رائحة تستخدم وبشكل حصري،  أكثر المواد الخام غلاءً في العالم، والتي تم مزجها بإتقان من قبل أشهر مبدع للعطور. عطور روجا هي تجربة بحد ذاتها، سلوك، أسلوب حياة، فهي باختصار تجسيد لروجا دوف نفسه.

روجا بلا أدنى شك هو المرجع الأعلى للعطور دون مجال للإنكار، فحين يتكلم هذا الرجل، كل العالم يستمع وينصت.