الزواج أو انتظار مولود جديد أو تخطيط الأسرة للانتقال إلى مسكن خاص بها، كلها تغييرات كبرى في حياة المرء تُدخل الفرح والسرور على قلبه ولكنها في الوقت نفسه تُثقل كاهل الميزانية بالمزيد من الأعباء، ولكن إدارة الشؤون المالية للمنزل بشكل سليم يساعد على حساب النفقات بدقة. وتتمثل الخطوة الأولى في تحليل الوضع المالي الحالي، ومن الأفضل تسجيل المصروفات والإيرادات وكذلك موارد الدخل على شكل جدول لمدة عام بالكامل في دفتر ميزانية المنزل بالإضافة إلى المقارنة بينهم. فمن يقوم بإدراج النفقات الثابتة والمتغيرة في الجداول الشهرية والأسبوعية بدقة وبصراحة، يمكنه اكتشاف إمكانيات التوفير في نفقات الأسرة وكذلك تخطيط عملية الادخار من أجل عمليات الإصلاح أو الأغراض الإضافية بشكل أفضل. إن دفتر ميزانية المنزل – أي المقارنة بين الإيرادات والمصروفات – يتيح نظرة عامة على الشؤون المنزلية بشكل أفضل. وينبغي الاعتماد على مثل هذا الدفتر لمدة نصف عام على الأقل حتى يمكن تسجيل المصروفات التي تظهر في فترة التقلبات الموسمية أيضاً. هذه الفكرة لا تؤتي ثمارها إلا إذا تم تدوين جميع بنود النفقات والإيرادات وعدم نسيان أياً منها، بدءاً من الإيجار مروراً بتكاليف المواد الغذائية والرحلات وصولاً إلى الرسوم المدرسية، بمعني أدق تسجيل جميع أبواب المصروفات. كما يجب سداد جميع الإيصالات واحتساب جميع الخصومات، وهذه هي أول عقبة كبيرة يفشل عندها كثير من الأشخاص. وبشكل عام يمكننا القول إنه ينبغي أن تكون هناك مُدخرات توازي إيرادات ثلاثة شهور بشكل دائم لتكون بمثابة ركيزة يمكن الاعتماد عليها عند الحاجة. ويوضح دفتر ميزانية المنزل أين تكمن إمكانيات التوفير، أنها عادة ما توجد في النفقات المتغيرة. ويمكن في أغلب الأحيان تقليص المُصروفات المخصصة للمواد الغذائية. الاعتماد على بطاقة التسوق يساعد في عملية التخطيط والتحكم في المشتريات. ومن الأفضل بتسجيل المشتريات بدقة واصطحاب النقود التي تكفي لشراء هذه الأغراض فقط. وعندما يتم تغطية جميع النفقات المطلوبة، لا بد من تخصيص مبلغ ما لتغطية أية مصروفات قد تطرأ في المستقبل. ومن يريد أن يكون في مأمن من الأزمات عليه أن يقوم بتجربة تخصيص مبلغ لحالات الطواريء كبند ثابت في المصروفات ومن ثم اختبار مدى قدرة هذا المبلغ على التصدي للأزمات والمواقف الطارئة.
كيف تضعين دفتر ميزانية يحسن من وضعك المادي؟