مسألة اليوم هي نداءات نهمس بها في آذان الأسر التي أنعم الله عليها بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لديه إعاقة معينة أو أب أو أم كبيرة في السن. وأنا أعني ما أقول بكلمة (أنعم الله عليها) لأن ذوي الاحتياجات الخاصة في البيوت نعمة فبهم يحل الرزق والبركة وبهم يكون النصر والفرج يقول الحديث الشريف ( لا تنصرون إلا بضعفائكم). ونظرا لما رأيناه ببعض الأسر من جفاء في التعامل معهم واعتبار بعض الأسر أن المعاق وصمة عار يجب اخفائها حتى لا يعطل زواج بناتنا ، لأن بعض الأسر ترفض الزواج من عائلة بها معاق. و لذلك حذر الدين من ذلك الأسلوب في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، إنهم باب خير لك أيها  الأب و ربما سيكون ابتلائك فيهم باب لك إلى الجنة فتعالوا لنرى مدى عناية الإسلام بهم منذ مئات السنين ثم نطلق نداءاتنا لكل أسرة أنعم عليها بمعاق أو كبير سن. ذوي الاحتياجات الخاصة في التاريخ الإسلامي فهاهو عمر بن عبد العزيز يطلب احصاء لهم ليعرف عددهم وينفق عليهم بمرتبات ثابتة و أبو حنيفة يضع تشريعا لهم بالانفاق عليهم من بيت مال المسلمين في فقهه الشهير.أما الامويون فأنشأوا لهم المستشفيات ودور الايواء, وكان اول من بنى مستشفى للمجذومين في العالم هو الوليد بن عبد الملك عام 88هــ واعطى كل مقعد خادما و كل أعمى قائد. وقد كتبت عنهم المصنفات كالرازي في (درجات فقدان السمع). وقد خرج من المعاقين علماء افذاذ مثل محمد بن سيرين – أبان بن عثمان وابن عباس . وبلغ من تكريم الإسلام لهم أن نهى الاسلام ان تقول فلان (مجنون) بل قل : فلان(مبتلى) لأن المجنون هو من عصى الله ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير). ذوي الاحتياجات الخاصة الآن... أيتها الأسر التي لديها يتيم أو معاق أو مسن بالبيت ان في بيوتكم قطعة من الجنة .اعلموا أن أكرم بيت على الله بيت يكرم فيه يتيم .و  تذكر أيها الابن البار وصية الله لك عند كبر والديك (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) وعندك في الآية تعني وجوب تواجدهم في بيتك تحت رعايتك عند الكبر وليس في دار المسنين . إياكم أن تستعروا من ابنكم او ابتكم المعاقة  فليست الاعاقة وصمة عار. وإياكم أن تميزوا بين المعاق والسليم  من أولادكم بالمعاملة . إياكم والسخرية منهم وخاصة الأخوة .ولا تكلفوهمم بما لا يطيقون مع مراعاة غدماجهم بالمجتمع. ولا تشعروهم بالشفقة والتوازن في معاملته بعدم القسوة وعدم الدلال الزائد.. كما أوجه  نداء لكل مسئول : افسحوا المجال بأعمال تناسب المعاقين وحالتهم. أما النداء أخير فهو لأخي المصاب بإعاقة ما : اثبت للمجتمع أن إعاقتك ستجعلك أفضل من السليم إنجازا ونجاحا.