نصادف كثيراً في حياتنا أناساً يحملون شخصيتين داخل عقولهم، فيستطيعون استعمالهما في أي وقت. لكن مع الوقت، قد تطغى شخصية على الأخرى. هذا ما نشاهده عند الفنان ناصر القصبي الذي كبرنا ونحن نشاهده في شخصية عليان التي كانت محبوبة المشاهدين. لم يستطيع القصبي أن يمارس على هذه الشخصية «كونترول» في جميع أعماله. عندما توقف مسلسل «طاش»، استبدلوه بمسلسل «كلنا عيال قرية». لكنّ القصبي خرج بشخصية عليان نفسها. إلا أنّ النجم الحقيقي هو من يفصل بين الشخصيات. كثيرون استبشروا خيراً بتوقّف التعاون بين ناصر القصبي وعبد الله السدحان لكي نخرج من عباءة «طاش» الذي امتد لأكثر من 18 جزءاً، فأصبح المسلسل مكرراً. وعندما أعلنا الانفصال، كان الجمهور يستبشر خيراً بتجربة ناصر القصبي لأنّه اعتبره «كوميدياناً» بالفطرة، وسوف ينجح في أي مسلسل يقدّمه بعيداً عن رفيق دربه. لكنّ الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فأثبت الواقع أنّهما لا يستطيعان العمل بعيداً عن بعضهما. فالسدحان يعاني الأمرين في مسلسله «هذا حنا» رغم اعتماده على نجوم وأسماء من الصف الأول، لكنّ في الحلق غصة لأنه لم يتعود على استبدال القصبي بأي فنان. وليس صاحبه أكثر حظاً منه، إذ شارك في «أبو الملايين» بشخصية عليان، لكن بالطريقة والأسلوب نفسيهما، إنما بملابس جديدة وحياة عنوانها البذخ. هكذا، أصبح القصبي بين نارين: شخصية عليان وضعف النص وإطالة الحوارات، مما جعل المسلسل يسقط من جدول رمضان لدى المشاهدين. لكن البعض تمسك به لوجود النجم عبد الحسين عبد الرضا. ومع أنّ عودته تعتبر خجولة، إلا أنّ الهالة الإعلامية التي صاحبت العمل وضعت القائمين عليه تحت ضغط، فخرجوا بنص هزيل واجتهادات شخصية من أبطال العمل. همسة للفنان ناصر القصبي: إذا كنت تريد أن تصل، عليك أن تفصل الماضي عن الحاضر!