في عالم الموضة، هناك فرق شاسع بينَ الهوت كوتور أي الأزياء الراقية والـ Prêt à Porter أي الملابس الجاهزة مهما علا شأن الأخيرة وارتفعَ ثمنها. الأمر ينطبق أيضاً على عالم المجوهرات، وإذا كنتِ من متتبعات أسبوع الكوتور الباريسي فلا بدّ أنّكِ لاحظتِ يوم الـ Haute Joaillerie، أي المجوهرات الراقية الذي يقع عادةً في ختام الأسبوع. وعن هذه المجوهرات بالتحديد يدورُ لقاء اليوم مع سيدة عرفت كيف تأسر قلوبنا بأناقتها ولياقتها وابتسامتها، فحملتنا دونِ أن ندري وبلمحة بصر إلى عراقة مدينة بيروت خلال أوائل حقبة السبعينات، في ظل جولات ومعارض شملت دبي، الكويت، السعودية، نيويورك، باريس، وجنيف. إنّها المصمّمة اللبنانية رندا خليل رعد، الذي خصّتنا بهذا اللقاء الخاص والراقي للغاية: 1- أولاً أخبرينا، متى أسّستِ دار المجوهرات الخاص بكِ علماً أنّكِ من الأسماء المعروفة جداً في الوسط الراقي الخليجي؟ تأسيس الدار التابع لي يعود إلى العام 1987 أي منذ حوالي 26 عاماً بعدَ أن اكتشفتُ هذه الموهبة الفنية المدفونة لدي في متحف الكويت للفن الإسلامي. الموضوع بدأ كهواية وسرعانَ ما تطوّرَ إلى احتراف بكل ما للكلمة من معنى. 2- إسمكِ يرتبط بالفن الإسلامي، فما هو السر؟ لا أسرار لدي، أنا أستوحي من كل ما يحيط بي، والفن الإسلامي غني جداً، وقد أثار إعجابي منذُ اللحظة الأولى لاكتشافي لهُ. إسمي مرتبط بهِ ولكنّني أقدّمه بأسلوبي الخاص والعصري بشكل أو بآخر. 3- هل تلاحظين إنتشار الفن الإسلامي والشرقي حول العالم وخاصةً في الموضة؟ بالطبع، الفن الشرقي باتَ موجوداً في كلِّ مكان، ما يجعلني أتمسّك بهِ أكثر فأكثر. حتى أنّ النقوش القبلية وغيرها المنتشرة مؤخراً باتت تُمزج مع الفن الشرقي لشدة عشق صناع الموضة لهُ. 4- بالحديث عن الموضة، أخبرينا عن تعاونكِ مع المصمّم ربيع كيروز؟ ربيع صديق وأنا أعشق تصاميمه لا سيما الطويلة. لديه بساطة راقية تشبهني كثيراً! العام الماضي ولمجموعته لربيع وصيف 2012 التي حملت إسم Bulles (أي الفقاعات)، نفّذ قطع باستخدام قماش "الغيبور" وجدتها بدوري رائعة جداً. فذهبتُ إليه وطلبتُ بعض العينات ومن ثمّ نفذتُ مجموعة أطلقتُ عليها نفس إسم هذا القماش المعتق والجميل. 5- أخبرينا عن زبوناتكِ قليلاً.. زبوناتي من جميع الأعمار، إلا أنّ العامل المشترك بينهنّ هو البحث الدائم عن التميّز المطلق. لذا فأنا أعمل على قطع مجوهرات خاصة جداً لا تشبه بعضها، وأضع فيها كل طاقتي وكأنّني سأرتديها بنفسي. 6- هل لديكِ أحجار كريمة مفضلة؟ كلا، بالنسبة لي للياقوت حكاية وللماس حكاية أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة للزمرد والياقوت الأزرق... 7- أكثر ما لفتنا مؤخراً مجموعة طقوس العود Objets D'Art. أخبرينا عنها من فضلك... أنا عشتُ في الخليج طويلاً وبالنسبة لي فالعود هو التعبير الأرقى عن الأريج الجيد. أعشقه وأستخدمهُ دائماً، وأرى أنّ مزجه مع أي عطر عادي يعطي أي إمرأة عبق خاص بها للغاية. ومن العادات الخليجية التي أعجبتُ بها كثيراً، تأتي صينية العروس التي تحضّرها عادةً والدتها ضمن الجهاز، وتضع داخلها مجموعة من العطور الثمينة. لذا قرّرتُ أن أعمل على مجموعة من هذه الصواني والعلب فصنعتها من الخشب الثمين والذهب والأحجار الكريمة أو الشبه كريمة، مع باقة من الزجاجات الراقية للعود. 8- وكيفَ وجدتِ الإقبال عليها؟ إقبال منقطع النظير، فهي تدخل ضمن عادات جميلة جداً وتعطيها قيمة عالية معنوياً ومادياً. 9- هل هناك قطعة مجوهرات يجب على المرأة أن ترتديها دائماً؟ برأيي لا يوجد. الموضوع يعتمد على مزاج المرأة الذي غالباً ما يكون متقلّب. المهم أن ترتدي ما يعحبها! 10- "إرتداء ما يُعجبها"... هل هذه نصيحتكِ للمرأة عندَ اختيار ملابسها؟ أجل ولكن شرطَ أن تكون مرتاحة! الراحة تأتي أولاً إضافةً إلى أسلوب المشي والجلوس والتحدّث. على سبيل المثال، المرأة يجب أن تتحدث بصوت منخفض، أو معتدل دائماً بدون صراخ، وأن تمشي بثقة مهما كانت ترتدي ومهما كان شكل جسمها. المزيد: هويدا البريدي: أسرار جمال المرأة في يدي.. وهذا ما أختاره لأحلام مونيكا بيلز من MCM: في الخليج تعامل الحقيبة وكأنها قطعة مجوهرات شاهدي النجمات العربيات والعالميات بالجلابية والقفطان!