يتميز فن الزجاج الإسلامي بجماليته الفريدة وقد أعتمد تقنية خاصة لنفخ الزجاج وإستخدام الذهب والمينا لطلائه، وقد تميز ذلك الفن بعدة أشكال منها المصابيح الإسلامية التي كانت تزين المساجد وكذلك القوارير والكؤوس. وكانت مصابيح المساجد الزجاجية والمغطاة بميناء مزخرفة تصنع بشكل رئيسي في عصر المماليك في سورية أو مصر، وقد كان هذا التصنيع يتم بناء على تكليف من سلاطين المماليك وترسل هذه المصابيح كتبرعات إلى مساجد القاهرة. وتتوزع هذه المصابيح الآن في العديد من مساجد سوريا ومصر القديمة، وكذلك تم حفظ أعداد أخرى منها في متاحف العالم في باريس وبرلين، ويكون المصباح عادة مصنوع من الزجاج وله قاعدة بشكل قمع مقلوب وجسم كروي يضيق نحو الأعلى لينتهي برقبة مخروطية عالية. وعلى الجسم الكروي مجموعة من المقابض يختلف عددها من مصباح إلى آخر الغرض منها تعليق المصباح بسلاسل تتدلى من السقف. أما الضوء فكان يخرج من مصباح زيت صغير على شكل قمع يعلق داخل المصباح، وتزدان تلك المصابيح بزخارف أشجار جميلة وخطوط عربية ورسوم للنباتات. وقد أستخدمت تقنيات أخرى مثل البرونز المطعم والمرصع بخيوط النحاس والفضة والذهب لتنفيذ عمل مصابيح المساجد السورية والمصرية للقرنين الثالث عشر والرابع عشر. إن روعة هذه الجمالية الإسلامية في المصابيح دعت مجموعة من الفنانين الغرب على إعادة استكشافه والعمل على تنفيذ تقنياته لإنتاج قطع فنية مميزة في السابع عشر في باريس ولندن، فقد عُرض من ضمن مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي ثلاثة قطع من مصابيح المساجد الإسلامية بوصفها رمزاً من رموز فن الزجاج الإسلامي ليوفق بين المحرم والجمال الجذاب في الفن الإسلامي، ويكشف أحد أكبر مصباحي الفنان الفرنسي بروكارد عن لون أخضر لطيف تزخرفه كتابات بالحرف الكوفي وزخارف من الزهور وسعف النخيل أما أصغرهما فخلفيته ذهبية اللون داكنة وفيه نقوشه مبهمة، وكل مصباح له مقبضان يستخدمان في التقاليد الإسلامية لتعليق المصباح ولربما أرد الفنان بروكارد الإحتفاظ ببهما ليبقي على توازن شكل النموذج حرصاً على الدقة الأثرية وليس بغرض إستخدامها الفعلي للمقابض. أما مصباح الفنان فولب الذي كان أكثر تواضعاً فهو أيضاً منفذ بدقة شديدة وعناية بالغة بوضع طلاء المينا على مساحة الزجاج. وكل من هذه المصابيح الثلاثة مؤرخٌ، حيث تحمل مصابيح بروكار تاريخين إستثنائيين طبعاً مهنته كزجاج منذ 1871 و1878 اللتان شهدتا نجاح إسهاماته في معرض لندن ثم في معرض باريس الدولي. وقد استخدم الفنان بروكارد منذ بداية سنوات 1870 فن تصميم الزجاج وفق أسلوب الفن الجديد وهو استخدام المينا لتوشية المصاغ الإسلامي ولم يفكر بروكارد في إيداع براءة الإختراع هذه إلا في عام 1891، والتي بالطبع يعود الفضل في إكتشافها أولاً إلى الفنانين المسلمين القدماء. المزيد: مجلس على الطراز المغربي.. احصلي على ركن مميز للصلاة في منزلك ديكور عربي من وحي سورة الإخلاص