بينما تركز أغلب الأعمال الدرامية في رمضان على الأوضاع السياسية في مصر وسوريا، يدخل بعضها الآخر في حيز التكرار وصراع الخير والشرّ. وقد برز مسلسل "القاصرات" الذي يطرح قضية زواج الفتيات الصغيرات من كبار في السن. يطرح العمل تلك القضية بصورة مؤلمة تقارب الواقع لناحية زواج القاصرات. ورغم أهمية القضية، الا أنّ المسلسل لم يأخذ حقه كثيراً في الإعلام ربما لأنّه يعرض فقط على قناة واحدة هي "أم. بي. سي. دراما". المسلسل من إخراج مجدي أبوعميرة، وتأليف سماح الحريري، وبطولة الفنان القدير صلاح السعدني الذي يجسد دور عبد القوي الذي يتزوج هؤلاء القاصرات، إضافة الى داليا البحيري. وتجسّد ملك زاهر ابنة الممثل أحمد زاهر شخصية القاصرة رباب، ومنة عرفة شخصية أمينة، وآية رمضان دور ورد ابنة شقيقة عبد القوي، ومي الغيطي الزوجة الثالثة بياضة. هؤلاء القاصرات لفتن الأنظار ونلن الإعجاب نظراً إلى صغر سنهن واتقانهن الأدوار المسندة اليهن، وخصوصاً ملك زاهر ومي الغيطي التي برعت في تجسيد دور بياضة القاصر المتمرّدة. واستطاعت الصغيرات منافسة نجمات الدراما الرمضانية. المسلسل الذي تغيّر اسمه من "وأد البنات" الى "القاصرات" أثار موجة من الانتقادات حوله، واتُهم بأنّه يسيء للصعيد كون القصة تدور هناك. الا أنّ الفنان صلاح السعدني اعتبر أنّ العمل لا يشكّل أي إساءة ولا يمكن تجاهل هذه الظاهرة في صعيد مصر. وكان السعدني صرّح أنّه عايش بنفسه تجربة مماثلة، فوالدته تزوجت عندما كانت تبلغ 12 عاماً، "لكن والدي كان في الـ15 أيضاً على عكس ما يحدث في المسلسل". أيضاً، وجِّهت انتقادات للفنان أحمد زاهر لأنّه قبل أن تجسّد ابنته دور رباب وتساءل البعض عن كيفية موافقته على أداء ابنته الدور الذي يتخلله حديث عن الحمل والإنجاب وغيرهما من الأمور التي لا تقارب سنها. ورغم أنّ مجموعة فتيات يؤدين بطولته، إلا أنّ المسلسل بحتوي على مشاهد مؤلمة جداً منها الحلقة الأولى التي شهدت وفاة إحدى الزوجات القاصرت ليلة الدخلة. كذلك هناك مشهد الضرب المبرح الذي انهال به عبد القوي على رباب. لذلك، يكتب تنويه في بداية كل حلقة بأنّ العمل يتضمّن مشاهد قاسية لا تناسب الصغار.