في فترة ماضية، كانت تنقصنا الشفافية في الطرح وسرعة التواصل مع من نحبّ. كانت أمنية كثيرين هي التواصل مع المشاهير الذين كانوا يرونهم كالنجوم المتلألئة في السماء يعجبهم شكلها، لكنّها صعبة المنال. كان نجم الشاشة في مخيلة المشاهد شخصاً من عالم آخر يتمتع بالمال والشهرة والمثالية التي كنّا نتلمّسها خلال اللقاءات التلفزيونية أو الصحافية، وكان فوق الخطأ أو العتب، ندافع عنه بأي طريقة لأنّنا نراه من بعيد بجماله الزائف. لم نعلم شيئاً عن حيثيات ودهاليز عالم المشاهير ولا أنّ أنّ هناك من يعمل لهم وينمّق تصاريحهم ويكتب لهم ما يقولونه وما يتحاشون قوله وأنّ الأسئلة في اللقاءات التلفزيونية مرتبة سلفاً. وجاء عالم تويتر فكان وبالاً على بعضهم، فالخطأ الذي اقترفوه أنّهم أوهموا أنفسهم بأنّهم يستطيعون التواصل مع الجمهور بكل شفافية. لكنّ الطبع يغلب التطبّع. لذا، لم يستطيعوا خلع عباءة التكبر والغرور، فكانت هذه حاضرة في تغريداتهم وردودهم على الجمهور. مَن يعارضهم، يتهمونه بأنه ينتمي إلى "فانز" فنان آخر. ومن يوجّههم، يعتبرون أنّه اختار النقد الهدّام. حتى أنّه أصبح هناك مشاهير يدافعون عن بعضهم بعضاً. تجد من يكتب تغريدة، فيردّ عليه فنان ويثني عليه وهكذا دواليك. وهذا ما أسمّيه بالنفاق الاجتماعي عبر تويتر. إذا كنتَ لا تستطيع تحمّل آراء المغردين، فلست مجبراً على دخول مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ البعض يتعامل مع الأمر على أنّه برستيج. وكي أكون منصفاً في ما طرحت، هناك عدد لا يحصى من المشاهير، لكنّ الذين احترمناهم واحترمنا طرحهم يعدّون على الأصابع. هؤلاء ازدادت شعبيتهم بسبب انفتاحهم وتسامحهم وتقبّلهم للرأي الآخر وسعة أفقهم. قال أسلافنا مرةً: ما تعاظم أحد على من دونه الا بقدر ما تصاغر لمن فوقه.