رغم قلتهن كمقاتلات لكن النساء السوريات لم يترددن حين استطعن بالنزول لساحات المعارك، منهن من حملت سلاحا تاركة حياتها خلفها في سبيل قضية تؤمن بها، ومنهن من عملت في التمريض لتغيث الجرحى وتسعف المصابين. ومنهن من قاتلت في بيتها كأم لتبقي على أبنائها أحياء وتحميهم من الجوع بتدبير أي شيء يسد رمقهم. منهن من أصيبت تحت القصف والرصاص وفقدت ابنا أو زوجا، ومنهن من فررن لاجئات إلى واحدة من دول الجوار. بالأمس يشير تقرير للأمم المتحدة أن وضع الاجئين السوريين أسوأ من وضع اللاجئين أيام مذبحة رواندا التي روعت العالم. وفي تقرير آخر تقول البيانات أن نصف الشعب السوري سيعاني نهاية العام من الجوع وسوء التغذية. رغم المساعادت التي تقدم من المجتمع الدولي لإغاثة اللاجئين، لكنها لم تعد كافية نظرا لتزايد أعداد اللاجئين وصعوبة أماكن تواجدهم وتزايد احتياجاتهم. لم تعد المأساة في سوريا مجرد مأساة مع للتخلص من الديكتاتورية أو طريقا شاقا سعيا للديمقراطية. لقد أصبحت مأساة إنسانية بكل المقاييس أول ضحاياها الأطفال والنساء. الصور تأتي من كل مكان، تتكلم بصوت النساء اللواتي يعملن بصمت، لا يحاولن تقديم أنفسهن في تسجيلات فيديو ولا يسمي أحد كتائب بأسماء نساء أو صحابيات عرفن واشتهرن بالقتال. إنهن بطلات صامتات وشهيدات لا نعرف أسمائهن. في الحرب حملن السلاح وفي الطريق إلى المخيمات وعلى الحدود غنين للانتصار، وفي البيوت أدرن الحياة المنزلية المتبقية بهدوء على قدر ما استطعن. المرأة في الحرب تعمل كالرجل لكنها لا تظهر معظم الوقت في الصورة.