حين يسافر المرء ويقيم في أحد الفنادق، يجد في الغرفة بطاقات مكتوب عليها، أرجو عدم الإزعاج، أو الخصوصية مطلوبة. وبالتأكيد إن هذا الأمر مطلوب جدا في الأماكن العامة لتجنب أي مواقف أو إزعاج غير متوقع. ولكن الأمر مختلف طبعا في الحياة الخاصة، فغالبا نعتقد معشر الأزواج والزوجات أن حياة الآخر كتاب مفتوح لنا، وأنه ليس بالضرورة أن يكون هناك خصوصيات أو أوقات يقضيها أحد الشريكين من دون أن يكون الآخر طرفا فيها. للأسف، لن يستطيع الزوجة ولا الزوجة كتابة بطاقة تقول مافيه قلبه أو قلبها. مثل أنا بحاجة للجلوس وحدي. أو أريد أن أسهر في مع أصدقائي أو أسافر معهم كما كنت أفعل قبل الزواج. لكن الأمر ليس بالسهل، فاحترام الخصوصية هو أيضا ثقافة نربي أنفسنا عليها ولا تعني أن الآخر غير مرتاح بالوجود معنا. في بعض الأحيان يرغب أحد الزوجين في السفر مع الأهل أو الأصدقاء بمفرده، فينشب حينئذ خلاف حاد بين الزوجين، بسبب رفض الطرف الآخر لسفر شريك الحياة بمفرده. في كثير من الأحيان يرجع السبب في الرفض إلى الحق في التملك؛ حيث يرفع الزوج أو الزوجة شعار: لا أود أن يفعل شريك حياتي شيئاً بدوني. وانا أولى بوقته. وعن كيفية التصرف السليم في مثل هذا الموقف، ننصح بالسماح لشريك الحياة بالسفر بمفرده، مع ضرورة أن يتمتع كلا الزوجين بمساحة من الخصوصية في حياته. كما أن ابتعاد الزوجين عن بعضهما البعض لفترة من الوقت يعود بالفائدة على علاقتهما الزوجية؛ حيث يخلق هذا البعد نوعاً من التجديد في العلاقة ويثير مشاعر الشوق والحنين بين الزوجين مجدداً. أما إذا رفض أحد الزوجين باستمرار رغبة شريك الحياة في التمتع بقدر من الخصوصية، فسيصاب شريك الحياة على الفور بالإحباط والأسى لشعوره بأن الزواج سلبه حريته، الأمر الذي سيعود حتماً بالسلب على العلاقة الزوجية. وأخيرا، حتى وإن كانت بطاقات الفنادق موجودة في منازلنا نحن نحتاج أن تكون موجودة بشكل متضمن في علاقاتنا الخاصة، لتعطي الشركاء شعورا عزيزا على كل منا، وهو الشعور بالحرية.