من المعروف أن الممارسة الجنسية أمر مشروع بعد إفطار الصائم في رمضان. ولكن هناك أوقات لا يكون مناسبا فيها هذه المعاشرة نظرا للتغيرات التي تحدث على الجسم في رمضان. فوجبة الإفطار هي الطعام الأساسي للصائم، وطوال نهار الصائم تتوقف المعدة والأمعاء تقريباً عن العمل، كما يقل إفراز العصارة المرارية وقد تتوقف تماماً. وعند تناول طعام الإفطار تبدأ القناة الهضمية في العمل بنشاط فيندفع الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى الجهاز الهضمي ليساعده في نشاطه الزائد، فتكون النتيجة الشعور بالخمول والميل للنوم والاسترخاء نتيجة نقص مؤقت في الدم الواصل للمخ والجهاز العصبي، ولكن الاسترخاء والإحساس بالدفء قد يحرك الغريزة الجنسية عند الأزواج والزوجات ويدفع إلى محاولة الممارسة، غير أن الممارسة تحتاج إلى مجهود عضلي وعصبي وهو ما يحتاج إلى زيادة الدم المندفع إلى العضلات والأعصاب؛ لذلك فإن ممارسة الجنس بعد الإفطار مباشرة قد تؤدي إلى متاعب منها مثلاً: 1- عسر الهضم، والإحساس بالتخمة نتيجة التعطل المؤقت للجهاز الهضمي طوال فترة العلاقة الجنسية فيكثر التجشؤ والحموضة والغازات. 2- عدم نجاح العلاقة الجنسية نفسها نتيجة تعطل وصول الدم إلى الجهاز التناسلي خصوصا عند الرجل، وبالتالي ضعف الانتصاب الذي يعتمد أساساً على اندفاع الدم واستمراره داخله. 3- الإحساس بالإجهاد السريع مع الحركة نتيجة ضعف الدورة الدموية في الجسم لانصرافها إلى الجهاز الهضمي، وهو ما قد يؤدي إلى فشل العلاقة الجنسية، ويسبب ارتباكاً وقلقاً لا داعي لهما. لكل هذه الأسباب يفضل عدم ممارسة الجنس بعد الإفطار مباشرة ولمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى نعطي الفرصة للجهاز الهضمي لأداء عمله بإتقان، وتكون الممارسة عادية دون توتر ودون خوف من المضاعفات..