منذ القدم، أبدع الإنسان في ابتكار أساليب تسويقية، حتى بات التسويق فناً يدرَّس في الجامعات وتخصّصاً ضرورياً خصوصاً في هذا الوقت الذي شاع فيه الإعلام المرئي.   تشير العديد من الدراسات التسويقية إلى أنّ الإعلان الناجح الذي يشدّ الجمهور، ينبغي أن يكون ذكياً وجميلاً وخاطفاً للنظر ذا معنى عميق وإخباري لا ينسى. ولكن هناك مَن استخدم أسلوباً آخر بأن جعل المشاهير "فاترينة" لماركاته، محاولاً استغلال عشق الجمهور لفنانه بغية ترويج ما يريد. هذه السياسة الترويجية كانت تطبّق في الدول الغربية ثم انتقلت إلينا في البلدان العربية. كل خبراء التسويق يعرفون تعلّق الجمهور بفنانه، لذلك، فالأخير هو أسرع طريقة لإيصال الرسالة التسويقية باختصار. لكنّ الأمر بات اليوم أشبه بكرنفال ماركات في برامجنا، وصار مكشوفاً بطريقة سافرة.   وأصبح الفنان يتلذذ باستغفال الناس عبر تمرير هذه الماركة، واتسعت الدائرة بأن صارت بعض المؤسسات الإعلامية شريكاً استراتيجياً لـ "فاترينة" الماركات. من الجميل أن تنتهج فكراً تسويقياً جديداً، لكن من دون مبالغة. المحزن أنّ الفنان صار مثاراً للسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب ماركة روّجها... ويبدو أنّ الفنان سيكون الخاسر الوحيد في هذه المعادلة والمستفيد هو المعلن. لم نكن يوماً نحن العرب من عبدة المال، وكرامة الإنسان في الإعلان لا تكون في تسويق الفنان، بل إنّ تسويق الماركة بالمنظور الحالي مخجل حقاً. الخلاصة أنّنا بحاجة إلى تثقيف التسويق بشكل صحيح ومهني، ولا نريد تسويقاً على حساب الكرامة.