في البداية كانت الفكرة بسيطة و آسرة. " أن نصور ما يحدث حين يقع شخصان معا في الحب. أن نصور الصاعقة" هذا ما قاله المخرج ريشارد لينكلاتر عن الجزء الأول من هذه الثلاثية التي صدر آخر اجزائها الأسبوع الماضي. لنعد إلى أول الحكاية إذن.   وأول الحكاية فيلم يعتبر اليوم واحدا من أهم الأفلام الرومانسية. "قبل الشروق" حقق نجاحا هائلا عند الجمهور قبل أن تكرسه مهرجانات السينما، وقد ساق هذا النجاح فريق العمل لمواصله حكاية العاشقين الذين وقعا في حبائل المصادفة في أفلام لاحقة.   الحكاية الأصلية مستمدة من حادثة واقعية تعرض لها المخرج نفسه، ففي ليلة من عام 1989 التقي صدفة بشابة في محل ألعاب في فيلادلفيا قبل أن يقضيا الليل متجولين بين دروب المدينة و أرصفة كلام متقطع. اللقاء، المصادفة، الغرابة، و فتنة العلاقات الانسانية الخفية هي ما يقيم حكاية الفيلم أيضا، يلتقي بطلا الفيلم، شابين مسافرين في قطار، يقصد كل منهما و جه مختلفة. هي "سيلين" ـ تلعب الدور جولي دبلاي ـ طالبة فرنسية، وهو " جيسي" ـ يلعب الدور أيثان هوك ـ شاب أميركي يقضي الليلة في مدينة أوروبية في انتظار إقلاع طائرته قبل شروق الشمس.   يلتقيان مصادفة، و يمضيان ليلة واحدة معا. التجوال و التسكع، تبادل الذكريات، لغز المحادثة و التعارف بين شخصين غريبين، هي عناصر الخلطة السحرية التي ستحقق نجاحا استثنائيا للفيلم. لنذكر أيضا بالأداء المميز للممثلين الذين شاركا أيضا في كتابة السيناريو و في صناعة الفيلم. نحن هنا أمام فريق متكامل يعمل في حميمية لإنتاج فيلم مصنوع بشغف و حرفية. في الجزء الثاني من الثلاثية "قبل الغروب" يعود كلا البطلين للقاء مصادفة قبل أن نعثر عليهما مجددا هنا في الفيلم الأخير.   "قبل منتصف الليل" يعرض لنا سيلين و جيسي وقد صارا زوجين الآن، لديهما أطفال و حياة لا تخلو من المتاعب، مشاغل العمل و تفاصيل الحياة اليومية ستقطعها دعوة زوجين من الأصدقاء يقدمان لهما هدية تمضية عيد زواجهما في فندق صغير و بعيد، بدون الأطفال و حدهما في شروط مثالية لعاشقين قديمين. غير أن المخاوف و الحزازات القديمة تجد هنا فرصة للظهور، و السهرة الفاتنة للعاشقين القديمين تتحول إلى ساحة يتبارى فيها الزوجان في إعادة صياغة الماضي و تصفية الحسابات. ها هما العاشقان ذاتهما، الحكاية الساحرة ذاتها، هل تصمد حقا حتى ما قبل منتصف الليل؟   إليك بعض المقاطع الجميلة من الفيلم: