يرغب كثير من الأزواج خلال فصل الصيف فى قضاء بعض الأيام بعيداً عن صخب الحياة وضجيجها.. ولكن قد تحدث بعض الأمور التي تعكر صفو هذه الأيام ، فيلوم أحد الزوجين الطرف الآخر.   العام الماضي حين ذهبت لزيارة شقيقتي بعد عودتها هي وزوجها من رحلة العطلة الصيفية، قدمت لي الشاي وكان الاثنان صامتين، وما أن سألت عن العطلة حتى انفرط الكلام من كليهما فقالت هي "كل تخطيطك كان سيئا" أما هو فبادرها بقوله: « أنت أفسدت علينا العطلة بأكملها لأنك نكدية» ، وهكذا بدأ الاثنان بتقاذف الاهتمامات. إلا أن هذا اللوم لم يساعد كثيراً في حل المشكلة.   العيوب الأساسية التي قد تؤثر على الاستمتاع بأي رحلة هي: - غيرة الزوجة - بخل الزوج - قلة التخطيط - عدم المعرفة والقراءة عن الأماكن التي نسافر إليها قبل الذهاب. - الاعتقاد أن العطلة يعني التخلي عن النظام بينما لابد أن يوجد جدول يومي لمواعيد المتنزهات والمتاحف والمتاجر. ثم اتخاذ قرار متى ينفصل الاثنان كل في جهة للقيام بأمر مختلف عن الآخر ومتى يلتقيان.     ولكن «من الأفضل النظر إلى الأمور التي ما تزال ممكنة» بحسب رأي أندرياس بوديمان من مكتب الاستشارات الزوجية التابع لمؤسسة يوهانس الإنجيلية بالعاصمة الألمانية برلين.   كما ينصح الطرفين بضرورة التحدث بشأن الأنشطة والأعمال التي يرغب كل منهما في إنجازها بمشاركة الطرف الآخر. وعند معرفة أحد الزوجين ما يتمناه الطرف الآخر وما يتطلع إليه أثناء قضاء العطلة عندئذ يكون من الممكن الاستجابة والتجاوب مع هذه الأمنيات. أما في حالة انعدام هذه المعرفة فلن يحدث شيئاً غير ما هو معتاد وتفسد العطلة على الطرفين.   وقد يكون من المفيد أيضا بعد التحدث بشأن الأمنيات المشتركة الابتعاد عن بعضهم البعض لمدة عدة ساعات وانشغال كل طرف بمفرده بإنجاز بعض المهام، حيث أوضح الخبير في العلاقات الزوجية بوديمان «من الأمور التي لا طائل من ورائها تسبب أحد الزوجين في معاناة الطرف الآخر». ومن الأمور التي «قد تساعد على تهدئة الوضع» بعد حدوث جدال ومناقشة عنيفة بين الأزواج الاتصال بأحد الأصدقاء والتحدث معه قليلا.   ويحذر بوديمان من أنه في أغلب الأحيان يكمن وراء أي شجار بين الأزواج خلاف عميق، وقد يكون من الأفضل عدم التطرق إلى هذا الخلاف أثناء قضاء العطلة حتى لا تتدهور الأوضاع وتسوء الأمور أكثر. ومثل هذه الخلافات لا يمكن حلها بدون الاستعانة بدعم ومساندة الأصدقاء والأشخاص المقربين. فعندئذ ينبغي على الزوجين الاتفاق على ضرورة تنحية هذه الخلافات جانبا أثناء قضاء العطلة ثم التفكير في حلها بمعاونة الأشخاص المقربين بعد الانتهاء من العطلة.   ويحدو كثير من الأشخاص الأمل في أن تكون العطلات التي يقضونها أجمل أوقات السنة، «إلا أن هذا الأمل يمثل إشكالية كبيرة»، وذلك لأن روعة وجمال بعض الأوقات والتجارب لا تظهر إلا عندما تكون هناك أوقات وتجارب عادية أو غير جميلة حتى أثناء العطلات. ويضيف بوديمان قائلا: "حتى العطلات العادية من الممكن أن تكون أوقات جميلة وممتعة".