يصوّر مسلسل "سنعود بعد قليل" حال السوريين الذين نزحوا عن ديارهم بسبب الأزمة المستمرة منذ عامين وهم يمنون النفس بأن العودة وشيكة. لكنّ هذه الإقامة المؤقتة خارج الوطن امتدت يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ولم يعودوا حتى الآن. ويحكي العمل قصة رجل سوري أرمل لديه أولاد يعيشون في لبنان منذ فترة طويلة والبعض الآخر جاء بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ عامين. ويوجد ارتباط وثيق بين المسلسل وبين ما يحدث في سوريا، خصوصاً أن جزءاً من الأحداث تدور في الشام وبالتالي نحن على تماس مباشر مع الشارع والحياة اليومية. وعندما ننتقل مع بطل العمل نجيب إلى لبنان، نستطيع أن نرى انعكاسات ما يحدث أحياناً بجانبه السياسي وأحياناً بجانبه الاجتماعي، لكنّ المسلسل آثر تناول الأزمة السورية من زاوية إنسانية خاصة تعكس الصمت ومحاولة الوقوف على الحياد. شخصيات المسلسل تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وقد تعمّد الكاتب أحياناً إظهار المفارقات في شخصيات قد يكون موقفها السياسي رائعاً فيما تجدها كائنات بائسة وسيئة على المستوى الشخصي. وقد استوحت فكرة العمل الذي كتبه رافي وهبي وأخرجه الليث حجو من فيلم إيطالي حيث المحور الأساسي في المسلسل هو رحلة الأب نجيب إلى أولاده ليكتشف إلى أين أخذتهم الحياة وماذا حصل معهم وكم تحقق من أحلامهم. وابتعد العمل قدر الإمكان عن التصنيف، فلا يمكن القول إن هذه الشخصية أو تلك شريرة أو خيرة بالمطلق، وهناك نوع من الكوميديا، أو لنقل المفارقة بين ما بناه الرجل من تصوّرات واصطدامه بالأمر الواقع، وميله الدائم إلى الإنكار. ويشارك في البطولة: دريد لحام، عابد فهد، باسل خياط، قصي خولي، سلافة معمار، عمر حجو، ومن لبنان كارمن لبس، تقلا شمعون، بيار داغر، وطلال الجردي، نادين الراسي وآخرون، ويمثل العمل عودة "غوار" بعد غياب لسنتين وتحديداً منذ مشاركته في "خربة"، كما يشكل ظهور الثاني خولي ومعمار مرة ثانية بعد "أرواح عارية". برومو مسلسل "سنعود بعد قليل": المزيد: "إم بي سي" تعيد كندة علوش إلى سوريا