لم يعد حضور الفلسطيني محمد عساف في "أراب آيدول2" مجرد مشاركة شاب موهوب يبحث عن فرصة للظهور ونقل صوته إلى العالم. بات محمد عساف اليوم يمثّل صورة الكثير من أبناء جيله في بلده وصار رمزاً لهم ورمزاً للتحدي والاصرار على تحقيق الحلم. وأصبحت أخباره الشغل الشاغل للكثير من متابعيه ومحبيه. محمد اختار الرقم 3 ليكون رقم التصويت الخاص به في البرنامج وفاءً لأصدقائه الثلاثة أحمد عواد، وعلاء النبريص ومحمد أبو جابر الأسمر. منذ مشاركة عساف في البرنامج، أطلق هؤلاء حملة لدعمه. "أنا زهرة" استطاعت التواصل مع الأصدقاء الثلاثة الذين أُطلق عليهم لقب "مثلث الرعب العسافي"، فكانت البداية مع أحمد عواد رئيس الحملة: حدّثنا بدايةً عن حملة دعم محمد عساف؟ بدأنا ترتيب الأمور بعد اشتراك محمد في البرنامج من خلال تشكيل قواعد جماهيرة لحشد التصويت ورسم خارطة للانطلاق بغية تنظيم فعاليات عدة ترمي إلى حشد الدعم له في قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48 والأردن ومصر والجزائر والمغرب تونس. وكان التجاوب معها كبيراً كون محمد حمل قضية شعب فلسطين وأراد أن يوصلها إلى العالم أجمع من خلال صوته. الحمد لله، نجحنا في تشكيل القواعد الجماهيرية وحشد الدعم وتنظيم بعض الفعاليات كالحفلات والأمسيات في جميع فنادق غزة. حدثنا عن علاقتك بمحمد؟ أنا صديق محمد منذ الطفولة والصديق المقرب له والرئيس العام لحملة دعم الفنان محمد عساف. بدأت علاقتي به منذ أن كنّا في المدرسة خلال المرحلة الابتدائية، ولفت انتباهي صوته الرائع منذ الصغر عندما كان يغنّي "علي علي المنطة" في طابور الصباح المدرسي. كان مجتهداً في الدراسة و"كتير طيوب وحبوب" ومتواضعاً والكل يحبّه. هل كان يحلم بالنجومية والشهرة؟ كان دوماً يقول "من عاش على الأمل، لا يعرف المستحيل". وكان دائماً يربط اسم الحلم بكل شيء. وعندما نكون على البحر، كان يكتب كلمة حلم على الشاطئ وحتى بريده الالكتروني اسمه "الحلم الباقي". كان يحلم بالنجومية والفن، لكنّ وضع غزة لم يشجّع المواهب. من خلال "أراب آيدول"، وجد محمد فرصته لينطلق في سماء الفن العربي ويشقّ ظلام غزة المحاصرة ليقول لكلّ العالم إنّ غزة ليست إرهابية بل تحوي المواهب والمثقفين والفنانين الذين يحاربون العالم بفنهم وثقافتهم. لكن هناك من اعترض على مشاركة محمد واعتبر أنّ غزة بلد النضال وليس هناك من وقت للغناء والموسيقى؟ غزة أمّ النضال والكفاح. لكن كل منّا يقاتل بطريقة. هناك من يقاتل بالبندقية، وهناك من يقاتل بريشته ومحمد عساف يناضل بصوته. عساف تحدّى الحصار بصوته وشق الظلام ووحّدنا في فلسطين. سبق أن صرحت أنّ محمد تعرّض لإصابة في بطنه خلال الانتفاضة وما زال يعاني منها، ما أقلق محبّي عساف؟ خلال الانتفاضة، أصيب محمد عند باب منزله وهو الآن في صحة جيدة ولا يعاني من شيء. أنتم كشباب وكجيل جديد، هل ترون أنّ عساف يعكس أحلامكم وطموحاتكم؟ محمد فتح لنا المجال في الكثير من الأمور وولّد لدينا الأمل بيوم جديد وبإمكانية تحقيق الحلم الذي نطمح إليه. محمد يشرّف كل الشباب في الوطن العربي لأنّه مثال للشاب المهذب. ماذا تقول لمحمد عبر "أنا زهرة"؟ اسمحي لي أن أتقدّم بالشكر الجزيل لكل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ولكلّ شخص صوّت لمحمد وأسهم في وصوله إلى هذه المرحلة، ووقف معه ودعمه. إذا كان هناك من شيء أقوله لمحمد، أقول إن شاء الله، سيوفقه ويرفع من شأنه، وله منّي كل التقدير والحب والاحترام والشوق لأني "مشتاق الو ولشوفتو وللحديث معه" والله يرده سالماً ومتوّجاً باللقب. علاء النبريص: جئتم في زمن محمد عساف! صديق محمد الثاني علاء النبريص هو جاره في الحي. تحدّث لـ "أنا زهرة" عن علاقته بمحمد قائلاً: "أنا ومحمد من حارة واحدة. درسنا معاً في المدرسة نفسها خلال مرحلتي الاعدادي والثانوي. هو أكمل الجامعة ولكنّني لم أكمل. عملنا معاً في المؤسسات الاجتماعية خلال المناسبات الخاصة، فكان هو يغني وأنا أعمل في المسرح لأنّ المسرح هو هوايتي. وتعاونّا في العديد من الأعمال. هل كان محمد يتوقع يوماً أن يبلغ الشهرة التي وصلها من خلال "أراب آيدول"؟ أكيد لأنّ محمد صوت قوي، لكن كان لدينا خوف من مسألة التصويت لأنّ وضع الشعب الفلسطيني صعب وربما لا يهتمّ بالتصويت. لكن عندما صعد محمد الى المسرح وغنّى، وسمع الجميع صوته، حصد إعجاب الناس كلّهم واستطاع نيل نسبة تصويت كبيرة. والآن، الحمد لله هناك تصويت لمحمد من غزة والضفة وفلسطين كلها. لديك أمل كبير بفوز محمد باللقب؟ لديّ أمل "مليون بالمئة" بأنّ محمد هو نجم "أراب آيدول2" ولن يختلف اثنان على هذا الكلام. لكن في برامج الهواة التي تعتمد على التصويت، تحصل الكثير من المفاجآت؟ المفاجأة للجميع في هذا الموسم هو محمد عساف. ما هي أجمل ذكرياتك مع محمد؟ كثيرة وأهمها أنّه قبل أن يسافر للمشاركة في "أراب آيدول"، كنّا على البحر أنا ومحمد وأحمد ومحمد أبو جابر. تحدثنا كثيراً وكتبنا على الرمال "نجم فلسطين محمد عساف أراب آيدول". ذلك كان اللقاء الأخير قبل سفره. ماذا تقول لمحمد؟ أقول له: جميعنا معك وكل فلسطين تدعمك، وأنت تسير في الطريق الصحيح وأتمنى أن تبقى كذلك حتى تصل إلى النهائي، والله يوفقك. وسأذكر مقولة كتبت على النت وأعجبتني كثيراً: "عذراً من كل المشتركين، جميعكم نجوم، لكن جئتم في زمن عساف!". محمد الأسمر: عساف يلعب الكرة مثل ميسي ويحبّ رونالدو بجنون محمد الأسمر هو الصديق الثالث لعساف ومن أقرب أصدقائه. لديه إيمان قوي بموهبة محمد، ويسهم مع بقية أصدقائه في دعمه وتشجيعه. يقول محمد عن علاقته بعساف بأنّها قوية لا مثيل لها: نحن معاً دوماً على مدار الساعة ونعرف بعضنا من أيام الدراسة في المرحلة الثانوية، وتعزّزت علاقتنا أكثر في الجامعة، إذ درسنا معاً في الكلية. محمد موهوب في كل شيء صراحة. هو متفوّق في الدراسة ويحفظ أي شيء بسرعة ولا يستعصي عليه شيء ويلعب الكرة بشكل محترف. يلعب الكرة مثل ميسي أو رونالدو؟ يلعب الكرة مثل ميسي برجله اليسرى لكنّه من عشاق رونالدو. يحبّ رونالدو بطريقة لا توصف. هل كان يتحدث معك عن طموحاته الفنية؟ أكيد. خلال السنوات الأربع الأخيرة، كنا نذهب معاً عند صديق لنا هو الأستاذ ياسر عمر. هو ملحّن وعازف من سكان رفح، وكان محمد يتدرب ويغنّي، وياسر يعزف. ولم يكن شيء يمنعنا من الذهاب إليه لا الحرب ولا الشتاء. كان محمد يتحدث دوماً عن حلمه ورغبته بأن يصل صوته إلى العالم العربي والعالم كلّه. تابعت أنا ومحمد الموسم الأول من "أراب آيدول" وكان يقول لي: "حرام لو أنا موجود مع المشتركين". كان يحزن مما يجري معنا في غزة لكنه عاش على الأمل إلى أن جاءته الفرصة مع "أراب آيدول2" وواجه صعوبات مرعبة الى أن استطاع الوصول الى بيروت. هل كنت تتوقع أن يصل محمد الى المراحل النهائية ويكسب قلوب المشاهدين في العالم العربي وليس فلسطين فقط؟ نعم. ظهر محمد في بداية البرنامج وأدهش اللجنة بأدائه للفنان عبد الحليم. وبعد ذلك، بدأ يتقدم في المراحل الأولى ثم كان الكثير من الناس يعتقدون أنّ اللجنة تشيد به كنوع من التعاطف معه لأنّه من غزة. لكنه استطاع أن يثبت للعالم أنّه ظاهرة لا تتكرر في برامج الهواة. محمد فنان بأخلاقه واحترامه، وهذا سبب نجاحه الى جانب أدائه الرائع. هل ترى أنّه يشبه عبد الحليم؟ يشبه عبد الحليم وهو يغني. لكن نحن لا نريد أن يكون عبد الحليم رقم 2. نريده أن يكون مثل أي فنان أثّر في الساحة الفنية لأنّه يستحق ذلك. وبالمناسبة لم يقدّم محمد حتى الآن الأغاني التي يريدها. عنده موسوعة أغنيات، ولو قدّمها "حيكسر الدنيا" ويثبت للعالم أنّه فنان موهوب وظاهرة لن تتكرر. وأتمنّى أن يغني شيئاً منها في المراحل القادمة. محمد تخصّص في عبد الوهاب ووديع الصافي وأم كلثوم وعبد الحليم وجورج وسوف. هل تتوقع أن يكون اللقب من نصيب عساف؟ ليس لديّ شك. محمد عساف سيكون حامل اللقب لهذا الموسم وأرى فرح منافسة له لناحية الأداء. مع اقتراب البرنامج من نهايته، ماذا تقول لمحمد؟ أقول له انتبه على نفسك يا أخي الغالي وأنا متأكّد أنّك "أراب آيدول"، وأنت خير ممثل لنا ولبلدنا فلسطين. لا تقلق أبداً، فكل الوطن العربي يصوّت لك ويحبّ أخلاقك وحضورك وأداءك الرائع. بإذن الله، ستفوز باللقب لأنك تستحقه بجدارة.