لعبت هجرة العمالة دوراً في توسيع نطاق استقلالية النساء وتأثيرهن على اتخاذ القرارات العائلية، إلا أن هناك الكثير من الجهود الممكن بذلها لتفعيل الأثر الإيجابي لهؤلاء النساء، استناداً لنتائج ورقة أبحاث صدرت اليوم برعاية شركة ويسترن يونيون. شارك في تأليف ورقة الأبحاث وعنوانها: "النساء المغتربات، التحويلات المالية وأثرها على منطقة دول مجلس التعاون الخليجي" كل من الدكتور إسماعيل حقي جنك، أستاذ الاقتصاد، والدكتور جورج نوفل، أستاذ الإقتصاد المساعد في الجامعة الأمريكية في الشارقة. وركزت الورقة على دراسة مؤشرات الاقتصاد الكلي والأبحاث القائمة ذات الصلة بالعمالة الوافدة النسائية في الشرق الأوسط إلى جانب مناطق أخرى. وقالت صوبيا رحمان، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الخليج وباكستان وأفغانستان في شركة ويسترن يونيون: "إننا في ويسترن يونيون ندرك بأن تمكين المرأة هو دافع مهم لتحسين سعادة ورفاهية الأسر والمجتمعات المحلية حول العالم، في كل من الأماكن التي تقع في الخارج حيث تعمل المرأة وفي بلدها الأصلي." وأضافت قائلة: "تدل ورقة الأبحاث التي صدرت اليوم على أن منطقة الشرق الأوسط، على وجه الخصوص، تزخر بفرص كبيرة واعدة لتوسيع نطاق الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه المرأة." وخلصت الورقة إلى أن النساء قد أصبحن أكثر استقلالية فيما يتعلق بالشؤون المالية، سواء في دول مجلس التعاون الخليجي حيث أتين بقصد العمل، أوفي بلدانهن الأصلية عندما يعمل أزواجهن بعيداً عنهن. أبرز النتائج: - النساء هن أكثر موثوقية من الرجال فيما يتعلق بتحويل الأموال إلى عائلاتهن في الوطن الأصلي. في عام 2008، وجدنا أنه، على مدى 12 شهرا، كان متوسط التحويلات المالية للعمالة الوافدة النسائية في دبي أعلى بمقدار 2.000 درهماً تقريباً من تحويلات العمالة الوافدة الأخرى. - تميل النساء إلى تخصيص المزيد من مواردهن المالية لدعم نفقات عيش أسرهن ورأس المال البشري، بالمقارنة مع نظرائهن من الرجال، الذين يميلون إلى التركيز أكثر على تكوين رأس المال الفعلي. - النساء أيضاً يتجهن أكثر للعب دور شبكة الأمان بالنسبة لعائلاتهن في وطنهن الأصلي أثناء حالات الطوارئ والظروف الاقتصادية الصعبة. هناك ما يقدر بنسبة 52 في المائة من العمالة الوافدة النسائية في دبي، تعملن على تخصيص تحويلاتهن المالية الكلية لمثل هذه الحالات غير المتوقعة، بالمقارنة مع نسبة خمسة في المائة فقط من مجمل العمالة الوافدة. وقال الدكتور جنك: "إن عادات الإنفاق وتحويل الأموال لدى المرأة غالباً ما تكون موجهة نحو بناء رأس المال البشري، الذي يشكل إحدى أكثر الوسائل فاعلية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية." التوصيات أوضح التقرير أن العديد من النساء يعملن في وظائف لا تتطلب مهارات مهنية ولا تتكافأ مع مستوياتهن العلمية. في دبي، على سبيل المثال، تصل نسبة العمالة النسائية الوافدة الحاصلة على درجات جامعية أو مؤهلات دراسية أعلى مستوى إلى 60 في المائة. وهذا يبين أهمية أن تحظى النساء الحاصلات على مؤهلات علمية عالية بدعم الجهات المعنية في وطنها الأصلي والدول المضيفة لتحقيق أقصى استفادة من إمكاناتهن وفقاً لما يذكره التقرير. يوصي المؤلفون أيضاً بمنح النساء دوراً أكبر في القرارات المالية العائلية من خلال تمكينهن من استخدام والاستفادة من موارد الأسرة. إضافة لذلك، إن الدور الذي تلعبه النساء المغتربات لتحسين التنمية الاقتصادية في بلدانهن الأصلية ينبغي أن يحظى بالإشادة والتقدير، ويتعين وضع السياسات اللازمة في وطنهن الأصلي لدعم وتشجيع هذا الدور البنّاء. ويقول الدكتور نوفل: "إن السياسات المصممة بعناية، أي تلك التي تنطوي على مجموعات دعم وفرص وتسهيلات تتيح للعاملات الحفاظ على تقاليدهن التراثية الموروثة، من شأنها أن تجذب العمالة وترفع مكانة الدولة المضيفة وتعزز الكفاءة الاقتصادية العالمية عن طريق الحد من البطالة." وخلص الدكتور نوفل إلى القول: "من خلال هذه الإجراءات والتدابير، سيكون بالإمكان توسيع نطاق الأثر الإيجابي للنساء المغتربات في وطنهن الأصلي والبلدان المضيفة بشكل كبير." ويسترن يونيون تطلق حملة على الفيسبوك بالتزامن مع إصدار ورقة الأبحاث، تدعو ويسترن يونيون النساء المغتربات العاملات لمشاركة قصص نجاحهن في دعم عائلاتهن أثناء تواجدهن في البلدان المضيفة. تقبل المشاركات من خلال صفحة رموز النساء على الفيسبوك، وسيتم تقديم دورات في التدريب المهني لمؤلفي أفضل ثلاث قصص.